صراحة نيوز ـ محمود المجالي
بمناسبة عيد العمال في الأول من أيار، نستذكر أول أمين عام لاتحاد نقابات عمال الأردن، شاهر نمر المجالي “أبو عاطف”.
خلال جولتنا في مشوار بالسيارة، تحدث العميد المتقاعد محمود نمر المجالي، شقيق شاهر نمر المجالي، عن سيرة شقيقه ومسيرته النضالية والنقابية.
يُذكر أن شاهر نمر المجالي وُلد في بلدة القصر عام 1932، وتلقى تعليمه في مدرسة الكرك الثانوية. التحق بالقوات المسلحة الأردنية، ضمن كتيبة المشير حابس المجالي، التي خاضت معركة باب الواد ضد الاحتلال.
فيما بعد، التحق بالسلك الحكومي، وعمل في الخط الحديدي الحجازي الأردني، وتولى عدة مناصب، من بينها:
مدير إداري في الخط الحديدي الحجازي
رئيس نقابة العاملين في الخط الحديدي
رئيس قسم البعثات والتدريب
وفي عام 1972، تولى منصب أمين عام اتحاد نقابات عمال الأردن. وكان عضوًا في مجلس إدارة الضمان الاجتماعي ومن مؤسسيه، كما كان عضوًا في منظمة العمل العربية والدولية.
كان المجالي يحمل شعارًا عنوانه: أن يكون صمّام الأمان للعمال في الحفاظ على حقوقهم، وأن يشعر العمال بالأمن والأمان على مصالحهم.
يروي شقيقه أنه قبيل استلامه منصب الأمين العام، قال:
“عندما دُعيت إلى مقابلة رئيس الوزراء وصفي التل في منزله، ذهبت واشتريت بدلة فاخرة. وعند وصولي، فتح لي الباب الخارجي شخص عادي، وعندما دخلت، لفت انتباهي أنه لا يوجد حرس ولا خدم ولا مظاهر تدل على أن هذا البيت هو بيت رئيس الوزراء.
سمعت صوتًا من الجهة اليمنى يقول: (أهلًا وسهلًا)، وكان رجلاً يحمل بيده طُورية يحفر بها حول الأشجار، وعلى رأسه شماغ يلفّه بطريقة بسيطة. أخرج من جيبه قطعة قماش مربعة مُقلمة تُعرف بالمحرمة، نفضها ووضعها على حافة الجدار الفاصل بين الأرض والمنزل، وقال لي: (أنا لابس ملابس الشغل، أما أنت فلابس بدلة فخمة حتى لا تتوسخ).
من هنا تعلمت درسي الأول: لن تكون قائدًا إلا إذا أحببت الأرض وعملت بيدك.”
توفي شاهر نمر المجالي، رحمه الله، عام 1982، بينما كان يرأس وفد الأردن في مؤتمر القيادات العمالية في الجزائر. وقد حصل خلال مسيرته على عدة أوسمة، منها وسام الإقدام العسكري ووسام الاستقلال.
رحم الله شاهر نمر المجالي “أبو عاطف”… فقد كانت للنقابات العمالية في أيامه قوة وحضور وهيبة توازي أي وزارة في الدولة.
يرحل الرجال… لكن ذكراهم العطرة تبقى،
تزول الرواسي ولا يزول المجد والخلود.