رسالة من الماضي: مركبة فضائية تعود من حقبة الحرب الباردة

2 د للقراءة
2 د للقراءة
رسالة من الماضي: مركبة فضائية تعود من حقبة الحرب الباردة

صراحة نيوز- بعد أكثر من نصف قرن في المدار الأرضي، تستعد مركبة الفضاء السوفيتية “كوزموس-482” للعودة إلى الأرض، في حدث فلكي نادر يعيد إلى الأذهان سباق الفضاء خلال الحرب الباردة.

أُطلقت المركبة في 31 مارس 1972 من قاعدة بايكونور في كازاخستان على متن صاروخ “مولنيا-8K78M”، ضمن مهمة يُعتقد أنها كانت تستهدف كوكب الزهرة. إلا أن فشلاً في توقيت الإطلاق حال دون خروجها من مدار الأرض، لتبقى عالقة منذ ذلك الحين في المدار المنخفض.

ووفقاً لموقع ScienceAlert، فإن “كوزموس-482” كانت على الأرجح النظير غير المعلن لمركبة “فينيرا 8”، التي نجحت في الوصول إلى الزهرة. غير أن سياسة التكتم التي اتبعها البرنامج الفضائي السوفيتي آنذاك حالت دون كشف تفاصيل فشل المهمة، ليُدرج اسم المركبة ببساطة تحت تصنيف “كوزموس”.

الخبير الهولندي في تتبع الأقمار الصناعية، ماركو لانجبروك، أشار إلى أن الكبسولة المصممة للهبوط على الزهرة قد تكون قادرة على النجاة من إعادة الدخول إلى الغلاف الجوي الأرضي، نظراً لقدرتها العالية على تحمل الظروف القاسية.

وأوضح لانجبروك أن التنبؤ بمسار السقوط ليس سهلاً، نظراً لطبيعة الدخول غير المألوفة، وزاويته الضحلة، فضلاً عن تأثير العوامل الزمنية على المركبة. وكان بعض أجزاء “كوزموس-482” قد احترق أو سقط بالفعل في نيوزيلندا بعد أيام من الإطلاق، ما أكد هويتها السوفيتية.

وتزن الكتلة المتبقية نحو 500 كيلوغرام، وهي كمية ضئيلة نسبياً مقارنة بأقمار صناعية أكبر مثل القمر الأميركي “UARS”، الذي بلغ وزنه نحو 5,900 كيلوغرام. وبالرغم من أن إعادة الدخول غير خاضعة للتحكم، إلا أن الخبراء يؤكدون أن احتمال الخطر على السكان ضئيل، حيث يُتوقع أن تتفتت المركبة في الغلاف الجوي أو تسقط في مناطق غير مأهولة، بين خطي عرض 52 شمالاً و52 جنوباً.

وتأتي هذه العودة في وقت تتزايد فيه كثافة الأجسام في المدار الأرضي المنخفض، بفعل مشاريع ضخمة مثل “ستارلينك”، و”كويبر”، و”وان ويب”، إلى جانب برامج فضائية صينية متسارعة.

ويُعد الحدث فرصة نادرة لهواة الفلك لمشاهدة عودة “أثر سماوي” من حقبة مضت، بينما يسدل الستار على واحدة من رحلات الفضاء الأطول عمراً دون تحقيق هدفها الأساسي.

Share This Article