صراحة نيوز ـ يحتفل العالم اليوم، الثالث من أيار، باليوم العالمي لحرية الصحافة، وسط ظروف بالغة التعقيد يواجهها الصحفيون في مختلف أنحاء العالم، حيث لا يزال كثيرون منهم يدفعون حياتهم ثمناً لنقل الحقيقة والدفاع عن الكلمة الحرة.
ويأتي هذا اليوم في وقت تشهد فيه الساحة الإعلامية ضغوطاً متزايدة، ما بين الرقابة، والتضليل، والاستهداف المباشر في مناطق النزاع، وهو ما أعاد التأكيد على أهمية حماية الصحفيين وضمان بيئة عمل آمنة تتيح لهم أداء رسالتهم دون خوف أو تقييد.
في هذا اليوم، يُستذكر شهداء المهنة الذين ارتقوا وهم يحملون الكاميرا أو القلم، ومنهم الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، التي اغتيلت أثناء تغطيتها الصحفية في جنين، مروراً بعشرات الصحفيين الذين قضوا في الحرب على غزة، وسوريا، والعراق، وأوكرانيا، وغيرها من بؤر التوتر حول العالم.
وفي قطاع غزة، حيث يعاني الصحفيون من استهداف مباشر، فقد ارتفعت حصيلة الشهداء الصحفيين إلى 210 صحفيين منذ بدء العدوان الإسرائيلي في 7 أكتوبر 2023. هؤلاء الصحفيون ضحوا بحياتهم أثناء أداء رسالتهم الإعلامية في ظروف بالغة الخطورة.
تُظهر هذه الحصيلة المأساوية حجم الاستهداف الممنهج الذي تعرض له الصحفيون، حيث تم تدمير 44 منزلًا لصحفيين، وتفجير مطابع، وإتلاف معدات بث وكاميرات وسيارات نقل مباشر. إضافة إلى استشهاد 21 ناشطًا إعلاميًا على منصات التواصل الاجتماعي.
وتُعتبر هذه الأرقام من بين الأعلى على مستوى العالم، حيث تشكل أكثر من نصف عدد الصحفيين الذين قتلوا في عام 2024، مما يجعل فلسطين، وخاصة قطاع غزة، من أخطر الأماكن على الصحفيين في العالم.
تُعد حرية الصحافة ركيزة أساسية من ركائز الديمقراطية وحقوق الإنسان، ويؤكد هذا اليوم أهمية الحفاظ على وسائل الإعلام المستقلة والتصدي لمحاولات إسكاتها أو تشويه رسالتها. في الأردن، يواصل الصحفيون أداء دورهم رغم التحديات المهنية والاقتصادية، مجددين التزامهم بأخلاقيات المهنة ورسالتها النبيلة في خدمة المجتمع ومساءلة السلطات ونقل صوت الناس.
في يومهم العالمي، يستحق الصحفيون تحية فخر ووقفة دعم، لا سيما أولئك الذين سقطوا في الميدان، لتبقى الحقيقة حية، ولتبقى الصحافة سلطةً لا تُكسر.
في هذا اليوم، نؤكد على ضرورة حماية الصحفيين وضمان بيئة عمل آمنة لهم، ونشيد بتضحياتهم في نقل الحقيقة والدفاع عن الكلمة الحرة.