صراحة نيوز ـ محمد جمعة الخضير
النظر بدافع التعبئة والتحشيد نحو الآخر وأقصد هنا الحركات السياسية التاريخية التي شكّلت الطيف السياسي قبل ظهور التفريخ الهجين المتخم بحقن البقاء وعدم التشرذم ساهم في خلق حالة من الاصطفاف الأعمى يقودها بعض التوابين ممن جاءت توبتهم مدفوعة الأجر عبر طروحات تحمل في ظاهرها شرعية شكلية تسهّل صناعة وعي لحظي زائف خصوصًا لدى الشباب لا سيما اليافعين منهم
نلاحظ في هذه الطروحات غلبة خطاب انقسامي قائم على نحن وهم متجاوزًا بذلك المواطنة وحق الفرد في التعددية السياسية والاختلاف ضمن الاجتهاد حول قضايا الإصلاح السياسي والنهوض الاقتصادي والتطور الاجتماعي والثقافي وهي محاولات تبدو في حالة من عملقة ظلال الغروب كما احتسبها البعض نهايات محتومة
لكن غلب عليهم الوهم فيما يتعلق بمستقبل الحركة الاجتماعية غير المحكومة بلحظة فوران موجِهة لا سيما تلك المسيسة والحاضنة لأهداف سياسية فاعلة ذات جذر فلسفي في تصوراتها إذ يمتزج فيها البعد القيمي لأفكارها بوجدان الأفراد والتزامهم تجاه قضية نضالية أو مشروع سياسي يمثل رافعة لتطلعاتهم إضافة إلى دورها عند بعض الأفراد كعصبة أو حاضنة بديلة في ظل غياب العصبة الاجتماعية الناهضة التي كان من شأنها احتواء الفرد ودمجه في المجتمع بدلاً من تركه نهبًا للاغتراب الذي يعمّق تغليب البعد الحركي على ما هو أوسع وأشمل من ذلك
لا شك أن الأيام القادمة ستشهد صيرورة مستمرة لإعادة إنتاج أدوات وآليات التفاعل السياسي بين الحركة وقاعدتها ذات البناء التاريخي المتجذر عبر تعاقب الأجيال في أعماق هذه القواعد التي امتزج تاريخها بتاريخ الحركة منذ نعومة أظفار أفرادها من خلال تنشئة سياسية تقوم على ساقين أحدهما فكري والآخر سلوكي ينمو مع الفرد حرفًا وكلمةً وحلمًا
فلا خيار ترهيب أو ترغيب يمكنه اقتلاع الأحلام ولا ثمة أرض يباب يمكن أن تُنتج بديلًا يُجاري حقبًا من البناء السياسي العميق للفرد ويعمق كل ذلك بقاء أسئلة العدالة الاجتماعية والمساواة متوارية وراء أبواب مؤصدة للبعض وباحثة عن آخرين ؟؟