هل فعلاً “الوحم” يطبع على جلد الجنين؟ الحقيقة أغرب مما تظن!

2 د للقراءة
2 د للقراءة
هل فعلاً "الوحم" يطبع على جلد الجنين؟ الحقيقة أغرب مما تظن!

صراحة نيوز ـ لعلّ من أكثر المعتقدات الشعبية تداولاً بين الأمهات والجدات هي أن اشتهاء الحامل لطعام معين وامتناعها عن أكله قد يؤدي إلى ظهور “وحمة” على جسد طفلها، في ذات شكل أو لون ما اشتهته. وبينما تتناقل الأجيال هذه الفكرة باعتبارها حقيقة شبه مؤكدة، فإن العلم له رأي مختلف تماماً.

وفقاً لأطباء الجلد والتشريح، لا علاقة للوحمات الجلدية بما تأكله أو لا تأكله الحامل. فالوحمة، علمياً، ما هي إلا تشوّه خلقي ناتج عن خلل في تكوّن الأوعية الدموية أو اضطراب في توزيع صبغة الميلانين، وهي الخلايا المسؤولة عن لون الجلد. هذه التغيرات تحدث في مراحل مبكرة من التكوين الجنيني، ولا علاقة لها بالمزاج الغذائي أو “شهوة الحامل” كما هو متعارف عليه شعبياً.

ويرى بعض المتخصصين في التغذية أن اشتهاء الحامل لأطعمة معيّنة ما هو إلا استجابة طبيعية لنقص في عناصر غذائية محددة في جسمها، مثل الحديد أو الكالسيوم أو المغنيسيوم. فالجسم، عند استشعاره لهذا النقص، يرسل إشارات عصبية تُحفّز مراكز الشهية في الدماغ، فتتجه الأم بشكل لا واعٍ نحو الأغذية التي تحتوي على تلك العناصر.

ويشير خبراء التغذية في “نظام الغذاء الميزان” إلى أن الجنين يستهلك ما يحتاجه من العناصر الحيوية لتكوين أعضائه الداخلية، من دماغ وعظام وقلب وكبد، حتى لو كان مخزون الأم منخفضاً، مما يؤدي إلى ظهور أعراض النقص عند الأم نفسها، وليس عند الجنين.

إذاً، فإن عدم استجابة الحامل لشهيّتها لا يطبع الفراولة على خد طفلها، ولا يجعل علامة القهوة تظهر على ذراعه. بل هي إشارات من جسدها تنبهها إلى ضرورة تعويض ما ينقص، حفاظاً على صحتها وليس تجميلاً لجلد مولودها.

ورغم التقدّم العلمي، تبقى بعض الأساطير أكثر رسوخاً في الأذهان من الحقائق، وتُشكّل جزءاً من الموروث الثقافي الذي لا يزال يثير الفضول… ويبعث على الابتسامة.

Share This Article