الخرزة الزرقاء… خرافة تتحدى العلم وتُدرج في التراث العالمي!

2 د للقراءة
2 د للقراءة
الخرزة الزرقاء... خرافة تتحدى العلم وتُدرج في التراث العالمي!

صراحة نيوز ـ رغم التقدم العلمي والتكنولوجي الهائل الذي يشهده العالم، لا تزال “الخرزة الزرقاء” تحتفظ بمكانتها في قلوب الملايين، باعتبارها تعويذة تحمي من الحسد وتدفع الشر وتجلب الحظ. انتشارها الواسع عبر مختلف الحضارات والأزمان، جعل منها رمزاً ثقافياً يتجاوز حدود العقل والمنطق، رغم غياب أي إثبات علمي على فاعليتها.

عرف المصريون القدماء قوة اللون الأزرق عبر “عين حورس”، التي كانت تُستخدم كرمز للحماية من الأرواح الشريرة والأمراض، وتوضع على صدور الملوك لحمايتهم في العالم الآخر. نفس الرمز تجسد لاحقًا في الخرزة الزرقاء التي تناقلتها الثقافات.

الفينيقيون أيضًا استخدموها رمزًا لإله القمر، بينما اعتمد سكان المغرب على “الخميسة” المستوحاة من الحضارة الفينيقية لحماية بيوتهم من العين. أما البابليون، فآمنوا بـ”أم سبع عيون” كدرع يمتص طاقة الحسد ويفتتها، بينما رأى سكان بلاد الرافدين في اللون الأزرق طيفًا مقدسًا لا يملكه سوى الآلهة.

الشعب التركي يُعد من أكثر الشعوب تمسكًا بهذه الخرزة، حيث أصبحت جزءاً من الحياة اليومية والثقافة الشعبية لديهم، من السيارات إلى المواليد، ومن المنازل إلى أماكن العمل. المفارقة أن الإيمان بها لا يرتكز على عقيدة دينية، بل يُنظر إليها كأداة تشتيت لانتباه العين الشريرة.

وفي عام 2014، نجحت تركيا في إدراج “ثقافة الخرزة الزرقاء” ضمن قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي، لتنتقل الخرافة من حيّز المعتقد الشعبي إلى سجل رسمي دولي يوثقها كجزء من الهوية الثقافية للأتراك.

رواج الخرزة الزرقاء لا يقتصر على الشرق، فقد وجدت طريقها إلى الغرب عبر السياحة وتبادل الثقافات. تحولت من تعويذة إلى قطعة زينة تُعرض في المنازل وتُهدى كتذكار، وسط اعتقاد متنامٍ بأنها تمتص الطاقات السلبية بسبب لونها الأزرق الهادئ.

رغم كل هذا الزخم التاريخي والثقافي، لا تزال الخرزة الزرقاء تثير الجدل. هل هي مجرد موروث ثقافي رمزي؟ أم خرافة تتحدى العلم والمنطق؟ في كل الأحوال، يبدو أن هذه “العين” لن تغمض قريبًا، ما دامت الأذهان تؤمن بقوة ما وراء الطبيعة أكثر من تفسير الواقع.

Share This Article