صراحة نيوز ـ يعد التصلب اللويحي المتعدد من أخطر الأمراض المزمنة التي تهاجم الجهاز العصبي المركزي، إذ يؤدي إلى خلل تدريجي في التواصل بين الدماغ وبقية أنحاء الجسم، بسبب قيام الجهاز المناعي بمهاجمة غمد المايلين الواقي الذي يحيط بالألياف العصبية، مما يتسبب في تلفه أو تآكله. وعلى الرغم من أن السبب المباشر للإصابة بالتصلب اللويحي لا يزال غير معروف على وجه الدقة، إلا أن أبحاثًا طبية عديدة ربطته بعوامل بيئية وجينية، مثل نقص فيتامين “د” أو الإصابة بفيروس إبشتاين-بار.
ويُعرف المرض بتعدد أشكاله، حيث يمر في بعض الحالات بفترات انتكاس وتحسن، بينما يتطور في حالات أخرى إلى تدهور تدريجي دون انقطاع. وتتمثل أبرز أعراضه في التنميل، وضعف العضلات، ومشاكل في الرؤية، وصعوبة في التوازن والتركيز، إضافة إلى الشعور بالإرهاق الحاد.
ورغم خطورته، فإن التصلب اللويحي ليس مرضًا معديًا، ويمكن التعايش معه من خلال علاجات تخفف من الأعراض وتبطئ تطور المرض. ويشمل ذلك أدوية لتعديل عمل الجهاز المناعي، والعلاج الطبيعي، والدعم النفسي، مما يساعد الكثير من المرضى على ممارسة حياتهم بشكل طبيعي نسبيًا.
ويؤكد المختصون أن الكشف المبكر والعلاج الفعّال يمكن أن يحدثا فارقًا كبيرًا في مسار المرض، داعين إلى التوعية المجتمعية لمواجهته، وتقديم الدعم المستمر للمرضى ومرافقيهم في رحلة التعايش مع “العدو الصامت”.