صراحة نيوز ـ يثير السحر الأسود منذ قرون جدلاً واسعاً بين من يؤمنون بوجوده وتأثيره في الواقع، وبين من يعتبرونه مجرد خرافة تناقلتها الأجيال في ظل الجهل والخوف من المجهول. ورغم التقدم العلمي والتقني، ما تزال هذه الممارسة تلقى رواجاً في بعض المجتمعات، وتُربط بأحداث مثل المرض المفاجئ، تعثر الزواج، أو التفكك الأسري.
ويُعتقد أن السحر الأسود يُمارس عبر طقوس غامضة تستدعي “قوى خفية”، ويتم خلاله استخدام طلاسم وأشياء غريبة قد تُدفن في أماكن مهجورة أو داخل المقابر. كما يُستخدم أحياناً لأغراض الانتقام أو الإضرار بالآخرين.
في الوقت الذي يشير فيه علماء الشريعة إلى أن السحر مذكور في القرآن الكريم وله تأثير محدود بمشيئة الله، فإن المتخصصين في علم النفس يرون أن كثيراً من الحالات المنسوبة للسحر هي في الواقع اضطرابات نفسية مثل الاكتئاب أو الوسواس القهري.
وتنتشر في المقابل ظاهرة “المعالجين الروحانيين” الذين يدّعون القدرة على فك السحر مقابل مبالغ مالية كبيرة، مما يفتح الباب أمام الاستغلال والاحتيال، خاصة مع لجوء بعض الأفراد إلى هذه الأساليب بدلاً من العلاج العلمي أو الشرعي الموثوق.
وفي ظل تضارب التفسيرات بين الموروث الشعبي والعلم، يبقى السحر الأسود موضوعاً شائكاً بين التصديق والتكذيب، ومرآة لواقع تختلط فيه الحاجة بالإيمان، والقلق بالجهل، والبحث عن حلول بالغرق في المجهول.