اختبار حركي جديد قد يشخّص التوحد خلال دقيقتين فقط

3 د للقراءة
3 د للقراءة
اختبار حركي جديد قد يشخّص التوحد خلال دقيقتين فقط

صراحة نيوز ـ توصل فريق من الباحثين في جامعة يورك الكندية إلى ابتكار اختبار حركي بسيط يمكنه المساهمة في تشخيص اضطراب طيف التوحد خلال دقيقتين فقط، عبر تحليل طريقة الإمساك بالأشياء باستخدام الإبهام والسبابة.

ويعتمد الاختبار الجديد، الذي نُشرت نتائجه في مجلة Autism Research، على رصد الفروقات الدقيقة في الحركات الحركية بين المصابين بالتوحد وغير المصابين، وذلك باستخدام تقنيات التتبع الرقمي والتعلم الآلي.

وخلال التجربة، طُلب من المشاركين – من بينهم أشخاص مصابون بالتوحد وآخرون لا يعانون منه – التقاط كتل بأحجام مختلفة باستخدام الإبهام والسبابة المزودين بعلامات تتبع رقمية، ثم رفعها وإعادتها إلى مكانها الأصلي، قبل إرجاع اليدين إلى وضعيتهما الأولى. وتم تحليل دقة الحركات وسرعتها خلال تنفيذ هذه المهمة.

وأظهرت نتائج التحليل أن الأشخاص غير المصابين بالتوحد كانوا أكثر قدرة على تعديل قبضتهم بشكل دقيق بما يتناسب مع حجم الجسم الذي يلتقطونه، كما أتموا المهمة بسرعة أعلى مقارنة بالمصابين. واعتمد الباحثون على نماذج تعلم آلي تمكنت من تصنيف الإصابة بالتوحد بدقة وصلت إلى نحو 85%.

وقال البروفيسور إيريز فرويد، أستاذ علم النفس في جامعة يورك والمشرف على الدراسة: “تشير نتائجنا إلى إمكانية تطوير أدوات تشخيصية بسيطة وسريعة وفعالة، يمكن تطبيقها بسهولة على نطاق واسع. هذا النهج يُبرز أهمية الحركات الدقيقة كمؤشر تشخيصي غير مستغل بالشكل الكافي”.

وأضاف فرويد أن اضطرابات التنسيق الحركي، مثل ضعف التآزر بين اليد والعين أو صعوبة تنفيذ الحركات الدقيقة، تُعد من السمات المرتبطة بالتوحد منذ فترة طويلة، إلا أنها لا تُستخدم فعليًا ضمن إجراءات التشخيص التقليدية.

ولتقليل تأثيرات النمو غير المتساوي، ركزت الدراسة على فئة الشباب بدلاً من الأطفال، مع الحرص على مطابقة المشاركين من حيث العمر والقدرات المعرفية. ومع ذلك، يرى الباحثون أن هذه التقنية قابلة للتطبيق مستقبلًا على الأطفال، وهو ما قد يساهم في تسريع عملية التشخيص، التي غالبًا ما تعاني من بطء وتفاوت في دقتها بين الحالات.

ويُشار إلى أن اضطراب التوحد يُعد من الاضطرابات العصبية النمائية، وتبدأ أعراضه عادة في سن مبكرة. وبينما لا يزال السبب الدقيق غير معروف، تشير الدراسات إلى وجود عوامل وراثية وتأثيرات تبدأ في مرحلة ما قبل الولادة، مع تباين كبير في شدة الأعراض بين الأفراد، ما يجعل من التشخيص المبكر عاملاً حاسمًا في تحسين فرص التدخل والدعم المناسب.

هل ترغب في تلخيص المادة في فقرة قصيرة للنشر عبر وسائل التواصل؟

Share This Article