صراحة نيوز ـ أشاد عدد من أعضاء البرلمان البريطاني بغرفتيه، مجلس العموم ومجلس اللوردات، يمثلون أحزاب العمال والمحافظين والديمقراطيين الأحرار، بالدور المحوري الذي يضطلع به الأردن في تحقيق الاستقرار الإقليمي، وجهوده الإنسانية المستمرة في دعم قطاع غزة. وأكد البرلمانيون أهمية المبادرات الأردنية بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، لا سيما في إيصال المساعدات الإنسانية والتخفيف من معاناة المدنيين الفلسطينيين جراء الحرب الإسرائيلية على القطاع.
جاءت هذه التصريحات خلال لقاءات عقدت على هامش زيارة وفد برلماني أردني إلى مجلس العموم البريطاني، برئاسة النائب زهير الخشمان وعضوية النواب إبراهيم الطراونة، محمد المحارمة، الدكتور عمر الخوالدة، حسين الطراونة، وتمارا ناصر الدين، وذلك بدعوة من المجموعة البريطانية في الاتحاد البرلماني الدولي.
نموذج للتضامن العملي
قال النائب فابيان هاميلتون، رئيس المجموعة البريطانية في الاتحاد البرلماني الدولي، إن “الأردن يلعب دوراً مركزياً في ترسيخ الاستقرار في الشرق الأوسط، ويقود جهوداً إنسانية بارزة تجاه غزة، تعكس تضامنًا عمليًا وفعالًا”.
وأضاف هاميلتون أن موقع الأردن الجغرافي، واستقراره السياسي، وقيادته الحكيمة، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، تجعله قوة فاعلة في المنطقة، مشيرًا إلى تجربته الشخصية في زيارة المملكة عام 2016، واطلاعه على الجهود الأردنية في مخيم الزعتري.
وأوضح أن “الرأي العام البريطاني مصدوم من حجم الكارثة في غزة، ويقدّر الدور الأردني الكبير في تخفيف المعاناة، من خلال التعاون مع وكالات دولية مثل الأونروا”، مؤكدًا أن الأردن يُعد أقرب حليف لبريطانيا في المنطقة والأقدر على إيصال المساعدات بفاعلية.
شراكة استراتيجية واستقرار مستدام
من جانبها، شددت البارونة غلوريا دوروثي هوبر، عضو مجلس اللوردات، على أهمية الدور الاستراتيجي الذي يلعبه الأردن في تحقيق السلام الإقليمي، مشيرة إلى سمعته كدولة مستقرة ومتوازنة، والمكانة الجيوسياسية التي يتمتع بها.
واعتبرت أن العلاقات الوطيدة بين العائلتين الملكيتين في البلدين تسهم في تعزيز التفاهم والتنسيق المشترك، مضيفة أن زيارة الوفد الأردني جاءت في توقيت بالغ الأهمية، وأسهمت في نقل صورة دقيقة عن الوضع في غزة.
دعوات لاعتراف فوري بدولة فلسطين
النائب أفزال خان ثمّن الجهود الأردنية الثابتة في دعم القضية الفلسطينية، مشيدًا بموقف الأردن كصوت عقلاني في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، وداعيًا الحكومة البريطانية للاعتراف الفوري بدولة فلسطينية، “لإعادة التوازن إلى عملية السلام” على حد تعبيره.
وأضاف: “الأردن يلعب دورًا سياسيًا وإنسانيًا لا غنى عنه، ويجب دعمه دوليًا لمواصلة جهوده في وقف إطلاق النار وإيصال المساعدات”.
شراكة إنسانية راسخة
وأكد النائب أليستير كارمايكل، رئيس مجموعة الأردن في البرلمان البريطاني، أن العلاقة مع الأردن “راسخة ومهمة للغاية”، مشيرًا إلى أن المملكة تُعد شريكًا موثوقًا في ظل التوترات المتصاعدة في الشرق الأوسط.
وقال: “الأردن ليس فقط عامل استقرار، بل أيضًا شريك إنساني فاعل في دعم غزة، وعلينا تكثيف دعمنا له”.
صوت العقل والحوار
من جهتها، أثنت البارونة مانزيلا بولا أودين على الدور الأردني في تعزيز الحوار الديني وترسيخ قيم التسامح، مؤكدة أن الأردن يواصل أداء دور محوري في إيصال المساعدات لغزة، كما يشكل نموذجًا في استضافة اللاجئين ودعمهم.
البرلمان البريطاني يدعم جهود الأردن
البارونة مارغريت باتريشيا كوران، عضو مجلس اللوردات، أشادت بالجهود الأردنية في إيصال المساعدات لغزة، مشيرة إلى أن البرلمان البريطاني يتحرك بقوة لدعم إيصال المساعدات الإنسانية، مؤكدة أهمية الدور الأردني في توسيع فهم النواب البريطانيين لحجم الكارثة.
أما النائب أليكس سوبل، فأكد أن الأردن يلعب دورًا تاريخيًا في دعم القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى استضافة المملكة لأكبر عدد من اللاجئين الفلسطينيين، وشدد على أهمية استمرار التعاون الأردني البريطاني لإيصال الدعم الإنساني إلى غزة.
حليف استراتيجي في منطقة مضطربة
النائب بامبوس شارالمبوس وصف الأردن بأنه “ركيزة للاستقرار في الشرق الأوسط”، مؤكدًا أن المملكة هي الأكثر قدرة على قيادة الجهود الإنسانية نحو غزة. ودعا إلى دعم الجهود الأردنية ضمن إطار دولي واسع، موضحًا أن التعامل مع المأساة الإنسانية في غزة يتطلب تعاونًا عالميًا، وليس جهودًا منفردة.
عبّر البرلمانيون البريطانيون عن تقديرهم العميق لدور الأردن الإنساني والسياسي، مشددين على ضرورة استمرار الدعم الدولي للمملكة لمواصلة رسالتها في تحقيق السلام الإقليمي وتخفيف المعاناة في غزة، وسط إجماع على أن الأردن يُعد شريكًا استراتيجيًا لا غنى عنه في المنطقة.