صراحة نيوز ـ دعا البابا ليون الرابع عشر إلى “بناء عالم يسوده السلام والعدالة والحقيقة”، وذلك خلال لقائه الأول مع السلك الدبلوماسي المعتمد لدى الكرسي الرسولي.
وتضمن خطاب البابا نداء إلى “إحياء روح التعددية، ووقف سباقات التسلّح، وتعزيز قيم التلاقي بدلًا من منطق الصراع والانقسام”.
وحض البابا الدبلوماسيين على “وضع الإنسان في قلب كل علاقة دولية”، مؤكّداً أنّ “السلام لا يُبنى إلا انطلاقاً من القلب، وأنّ العدالة تتطلّب شجاعة الدفاع عن الأضعف، وأنّ الحقيقة تظلّ حجر الزاوية في كل حوار صادق”.
وفي خطابه الذي نشره موقع أخبار الفاتيكان، ونقلته وكالة آكي الإيطالية للأنباء اليوم الجمعة، رأى البابا أنّ “للأديان وللحوارات بين الأديان دوراً جوهرياً في تعزيز سياقات سلام، لكنّ ذلك يقتضي، بطبيعة الحال، احتراماً كاملاً للحرية الدينية في كل بلد، إذ إنّ الخبرة الدينية هي بُعد أساسي من أبعاد الكائن البشري، وإغفالها أو إقصاءها يجعل من الصعب – بل من المستحيل – تحقيق تنقية القلب الضرورية لبناء علاقات سلام”.
وقال: “انطلاقًا من هذا العمل، الذي يُدعَى إليه كلّ واحد منا، يمكننا أن نقتلع من الجذور كلّ ما يُمهّد للصراع، أو يُغذّي شهوة السيطرة والتدمير. ولبلوغ ذلك، لا بد من إرادة صادقة للحوار، تنبع من رغبة أصيلة في اللقاء، لا من التوق للمواجهة”.
وأشار البابا إلى أنه في هذا الإطار، “تَبرز الحاجة إلى أن نُنعش من جديد الروح التي ألهمت الدبلوماسية المتعددة الأطراف، والمؤسسات الدولية التي وُجدت أصلاً لتكون حَكماً في النزاعات، وسبيلاً لحلّ الخلافات داخل الجماعة الدولية”.
وأردف “ذلك يتطلّب، أيضاً، الشجاعة للتوقّف عن إنتاج أدوات الموت والخراب، إذ وكما ذكّر البابا فرنسيس في رسالته الأخيرة لبركة مدينة روما والعالم: لا يمكن تحقيق السلام بدون نزع سلاح حقيقي