عمليات الطعن من منظور شامل

3 د للقراءة
3 د للقراءة
عمليات الطعن من منظور شامل

صراحة نيوز ـ حاتم الكسواني

يتسائل البعض عن جدوى عمليات الطعن التي ينفذها الفلسطينيون خاصة عندما تنتهي هذه العمليات باستشهاد منفذها ، و تكون نتيجتها إصابة جندي واحد أو مستوطن واحد بإصابات طفيفة أو متوسطة أو عندما تفشل مثل هذه العمليات .
لكن إذا نظرنا إلى هذه العمليات من منظور وطني شامل فسنجد انها جزء من عملية المقاومة التي يقوم بها الشعب الفلسطيني ضد عدوه المستعمر الصهيوني تضاف إلى مجموع أساليب المقاومة وعملياتها البطولية كعمليات الهجوم بالأسلحة النارية ، والتفجيرات ضد عناصر جيش الإحتلال ومعداته العسكرية ، وضد مستوطنيه ، و تضاف أيضًا إلى معركة طوقان الأقصى التي ينفذها فدائيو حماس في غزة ، وإلى عملية المقاطعة الاقتصادية والملاحقة القضائية التي ينفذها فلسطينيو الشتات وشعوب الأمة العربية والإسلامية ، والدول المؤيدة للحق الفلسطيني وشعوبها .
وحيث أن مثل هذه العمليات عادة تنفذ في الضفة الغربية أو في أراضِ فلسطين المحتلة 48 فهي بذلك تندرج تحت تصنيف عمليات المساندة التي ينفذها الحوثي من اليمن الحر .

ولعل أبرز ما يميز هذه العمليات بأنها تحدث إرباكا وهلعا في نفوس كل الإسرائيليين ، وتعزز قناعتهم بأنهم قوة إحتلال زائلة ، وأن الفلسطينيين هم أهل الأرض وأصحابها الذين لن يتوقفوا يوما عن النضال والمقاومة مهما غلت التضحيات ومهما إرتفع عداد الشهداء منهم ،لأنهم يؤمنون بأن الحتمية التاريخية لنوال الشعوب ستوصلهم يومًا إلى مبتغاهم بتحرير أرضهم وتحقيق حلم عودتهم إلى قراهم ومدنهم ومنازلهم التي هجروا منها .. ناهيك عن إدراكهم للأثر الإقتصادي،والإجتماعي والسياسي،الذي تحدثه هذه العمليات في جسم المجتمع الإسرائيلي ، وفي المواقف السياسية للدول ضده نتيجة جرائم الإبادة اليومية التي ينفذها الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية التي فاقت بقساوتها ما عرفته شعوب العالم خلال حربيها العالميتين الأولى والثانية ، وخلال ما شهدته من أشكال الإستعمار الإبادي الإحلالي عبر العصور في أمريكيا الشمالية وفيتنام وأستراليا والجزائر وجنوب إفريقيا والبوسنه والهرسك وافغانستان .. وغيرها من الدول .
إذن هي سلوك شعبي نضالي يستحق الدعم والتقدير والتشجيع لا الإدانة والشجب والإستنكار ، والاجدى بقوى الأمة ومؤسساتها ومنظماتها أن تدعم أهالي من ينفذون مثل هذه العمليات الذين يخسرون منازلهم التي عادة ما يهدمها الإحتلال ، ويتعرضون للسجن والتضييق،عليهم بمصادر رزقهم .

كما أن الواجب الوطني يدعونا كمواطنين عرب ومسلمين وشعوب محبة للعدل والسلام تصعيد وسائل مقاومتنا ونضالنا ضد العدو الصهيوني المجرم ، وإبتداع انجع أساليبها نصرة للقضية الفلسطينية العادلة ولشعبها المظلوم

Share This Article