صراحة نيوز ـ متابعة ملك سويدان
في مشهد لم يكن ليخطر على بال أكثر المتفائلين بالتغييرات المتسارعة في المملكة، أعلنت السلطات السعودية عن ترخيص بيع واستهلاك المشروبات الكحولية في نحو 600 موقع مخصص، اعتبارًا من عام 2026، في خطوة وُصفت بأنها “زلزال ثقافي” في قلب الدولة الأكثر محافظة في العالم الإسلامي.
القرار، الذي تزامن مع تصاعد وتيرة الانفتاح الاجتماعي ضمن رؤية 2030، أثار حالة من الذهول والصدمة لدى قطاعات واسعة من السعوديين والعالم الإسلامي، حيث كان الحديث عن الكحول في السعودية يُقابل بالصمت أو القمع، فما بالك بترخيصها في مئات المواقع؟
وبحسب المعلومات الرسمية، فإن المواقع المخصصة ستكون “محكومة بضوابط دقيقة” ولن تكون متاحة للعامة، بل تستهدف “شريحة محددة من غير المسلمين” في مناطق استراتيجية، يُعتقد أنها تشمل بعض المجمعات الدبلوماسية والفنادق الفاخرة.
رغم ذلك، فإن حجم الخطوة تجاوز حدود النقاش التقني. ناشطون على مواقع التواصل عبّروا عن غضبهم ودهشتهم باستخدام عبارات مثل “هدم الهوية” و”تحويل قبلة الإسلام إلى منتجع سياحي”. وفي المقابل، رحب البعض بما وصفوه بـ”التحرر من الوصاية الدينية”، معتبرين أن السعودية “تدخل القرن الحادي والعشرين متأخرة… ولكن بثقة”.
المفارقة أن هذه التحولات تأتي من نفس الدولة التي كانت حتى وقت قريب تفرض الجلد عقوبةً لتناول الكحول، ما يطرح تساؤلات واسعة عن مستقبل العلاقة بين الدين والدولة في الخليج، وعن طبيعة “الخط الأحمر” الجديد في بلد كانت الحمراء فيه تُرمز للخطر… لا للنبيذ.
هل هي رؤية اقتصادية جريئة، أم قفزة في المجهول؟ الأكيد أن الكؤوس سترتفع في 2026، ولكن الصدى سيبقى أعلى من الرنين.