صراحة نيوز – يحتفل الأردنيون في الخامس والعشرين من أيار من كل عام بعيد الاستقلال، وهو اليوم الذي تستحضر فيه الذاكرة الوطنية محطات من الفخر والعزة، ويتجدد فيه الولاء والانتماء للوطن وقيادته. وبين الأعلام التي ترفرف والاحتفالات التي تعم أرجاء البلاد، يبرز “المنسف الأردني” كطبق وطني جامع، يتصدر موائد الأردنيين في هذا اليوم المجيد، رمزًا للكرم والتقاليد الأصيلة.
المنسف، الذي يُعدّ جزءًا لا يتجزأ من التراث الثقافي والاجتماعي الأردني، يتحول في يوم الاستقلال إلى رسالة حب ووفاء للوطن. ففي كل بيت وشارع ومضافة، تُطهى رؤوس الخراف ويُعدّ الجميد الكركي، وتُمدّ السُفر المزينة بالأرز واللحم والسمن العربي، ليجتمع حولها الأحبة والجيران.
ولا يقتصر حضور المنسف على البيوت، بل يمتد إلى الفعاليات الرسمية والشعبية، حيث تقدمه المؤسسات والبلديات ضمن احتفالاتها، مؤكدة بذلك على رمزيته كطبق يوحّد الأردنيين ويعكس روح الكرم التي عرف بها هذا الشعب الأبي.
وفي ظل ما تحمله المناسبة من مشاعر الاعتزاز، يبقى المنسف أكثر من مجرد وجبة طعام؛ إنه طقس وطني، وموروث شعبي، ومشهد يُختزل فيه تاريخ وطن وشعب، يجتمعان على المائدة كما اجتمعا على حب الأردن.