الشماغ.. هوية تتوارثها الأجيال

11 د للقراءة
11 د للقراءة
الشماغ.. هوية تتوارثها الأجيال

صراحة نيوز– لا يُعدّ الشماغ مجرد غطاء للرأس، بل هو رمز للهوية والانتماء في الأردن وبلاد الشام عامة، ارتبط بالرجولة والعزة والكرامة، وظل حاضرًا في الذاكرة الشعبية والزيّ الرسمي على حد سواء.

يعود أصل الشماغ إلى آلاف السنين، ويقال إن شكله المربع ونقوشه المتقاطعة تعود إلى حضارات بلاد الرافدين، حيث كان يُستخدم لحماية الرأس من الشمس والغبار. ثم تطور لاحقًا ليأخذ طابعًا خاصًا في كل منطقة، فظهر الشماغ الأحمر والأبيض في الأردن وفلسطين، بينما انتشر الأسود والأبيض في مناطق أخرى مثل العراق وسوريا.

وفي الأردن، بات الشماغ الأحمر والأبيض أكثر من مجرد قطعة قماش؛ فهو جزء من اللباس الوطني، يُرتدى في المناسبات الرسمية والشعبية، ويمثل رمزًا للفخر الوطني. وتتميز نقوشه المعروفة باسم “الرزة” بدلالات خاصة، يُقال إنها مستوحاة من سنابل القمح وشبكة漁 الصيد، ما يربط الشماغ بالأرض والمعيشة.

وللشماغ دلالة سياسية وتاريخية أيضًا، إذ ارتداه الزعماء والمناضلون، وارتبط بنضالات الشعوب العربية في وجه الاستعمار، ما أكسبه بعدًا نضاليًا ورمزًا للمقاومة.

يقول الباحث في التراث الشعبي، د. أحمد الحسن، إن “الشماغ لم يفقد مكانته رغم تغير الأزياء عبر العقود، بل أصبح اليوم عنصرًا يجمع بين الحداثة والأصالة، ويحمل طابعًا جماليًا وثقافيًا لا يُستغنى عنه”.

وعلى الرغم من دخول الموضة العالمية، بقي الشماغ حاضرًا في خزائن الأردنيين، يرافقهم في الأعراس والمناسبات الوطنية، وحتى في الحياة اليومية، مذكّرًا بتاريخ طويل من الكبرياء.

الشماغ.. ليس غطاءً للرأس فقط، بل راية من نسيج الهوية والتاريخ.

Share This Article