صراحة نيوز ـ يأتي يوم الجمعة كل أسبوع محمّلًا بالبركات والفضائل، فهو “سيد الأيام” كما وصفه النبي محمد ﷺ، لما فيه من خيرات عظيمة وفرص للتقرب إلى الله تعالى. وتتضاعف هذه الفضائل عندما يلتقي يوم الجمعة مع أيام شهر ذي الحجة، أحد أعظم شهور السنة الهجرية، والذي جعله الله موسمًا للطاعات والعمل الصالح.
الجمعة.. أعظم الأيام
ورد في الحديث الشريف عن النبي ﷺ: “خيرُ يومٍ طلعت عليه الشمسُ يومُ الجمعة”، وفيه خُلق آدم، وفيه أُدخل الجنة، وفيه أُخرج منها، وفيه تقوم الساعة. وفي هذا اليوم تُقام صلاة الجمعة، التي هي من أعظم شعائر الإسلام، وتعدّ عيدًا أسبوعيًا للمسلمين.
فضل ذي الحجة.. مضاعفة الحسنات
شهر ذي الحجة، وخاصة أيامه العشر الأُوَل، من أعظم مواسم العبادة، وقد أقسم الله بها في القرآن الكريم: “وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ” [الفجر: 1-2]. قال ابن عباس رضي الله عنهما: “المراد بها العشر الأوائل من ذي الحجة”، وهي أيام تتضاعف فيها الأعمال الصالحة، وتُحبّب فيها الطاعات من صلاة، وصيام، وذكر، وصدقة.
عندما يلتقي النوران
إذا اجتمع يوم الجمعة مع أحد أيام العشر من ذي الحجة، فإن هذا التلاقي بين “سيد الأيام” و”أفضل الأيام” يجعل منه فرصة عظيمة للاغتنام. وقد أشار العلماء إلى أن العمل الصالح فيه أعظم أجرًا، وأنه يوم تُستجاب فيه الدعوات وتُرفع فيه الأعمال، ويتأكد فيه الذكر والتكبير والاستغفار.
أعمال يُستحب الإكثار منها
في مثل هذا اليوم المبارك، يُستحب للمسلم الإكثار من:
الذكر والتكبير: خاصة التكبير المطلق في أيام ذي الحجة.
الصلاة على النبي ﷺ.
قراءة سورة الكهف.
الدعاء في ساعة الإجابة، والتي قيل إنها آخر ساعة من عصر يوم الجمعة.
الصيام، خاصة لمن وافق يوم الجمعة أحد التسعة الأولى من ذي الحجة، ويُصام مع يوم قبله أو بعده.
يوم الجمعة في ذي الحجة ليس مجرد يوم فضيل، بل هو محطة نور وإيمان تستدعي التفرغ لعبادة الله والتأمل في عظمته. إنها فرصة للتزود من الخير، ومناسبة للتوبة والتقرب، فطوبى لمن اغتنمها وفاز ببركاتها.