صراحة نيوز ـ مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، يتجدد الحديث بين المسلمين حول حكم الأضحية عن الميت، وهل يمكن إهداء ثوابها إليه أو إشراكه مع الأحياء في النية؟ وبين الرغبة في نيل الأجر وإحياء سنة النبي ﷺ، تتعدد الآراء الفقهية لتوضح المسألة بضوابطها الشرعية.
الأصل في الأضحية
الأضحية سنة مؤكدة عن النبي محمد ﷺ، وفعلها تقربًا إلى الله تعالى مشروع للأحياء، كما كان يفعل رسول الله بنفسه وبأهل بيته. وقد ثبت عنه ﷺ أنه قال: “من وجد سعة فلم يضحِّ فلا يقربن مصلانا” [رواه ابن ماجه].
الأضحية عن الميت.. جائزة بشروط
اتفق جمهور العلماء على جواز الأضحية عن الميت إذا كانت من ماله وموصى بها قبل وفاته، فتنفذ وصيته وتُذبح الأضحية عنه. أما إن لم يوصِ بها، فقد اختلف العلماء، لكن الجمهور من المالكية والشافعية والحنابلة قالوا بجوازها تطوعًا، وأنها تصل إليه بإذن الله، وهو من باب الصدقة والثواب.
وقد ورد عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه كان يضحي عن النبي ﷺ بعد وفاته، وقال: “إنه أمرني، فلا أزال أفعله”، ما يُستدل به على مشروعية الأضحية عن الميت.
هل يُشرك الميت في أضحية الحي؟
نعم، يُشرَع للمضحي أن يُشرك في النية أهل بيته أحياءً وأمواتًا، وهو ما فعله النبي ﷺ، حيث قال وهو يذبح: “اللهم هذا عن محمد وآل محمد”. وقد فسّر العلماء “آل محمد” بأنهم يشملون الأحياء والأموات.
فمن نوى بأضحيته عن نفسه وأهل بيته، شملهم جميعًا في الثواب، وهو أمر محمود، خاصة إن كان الميت من الوالدين أو الأقربين.
أضحية مستقلة عن الميت
من أراد أن يجعل أضحية مستقلة خاصة بالميت، فلا حرج عليه، ويكون له أجر الأضحية وأجر البر والصدقة، بشرط ألا يكون ذلك بدعة أو اعتقادًا بوجوبها.
لكن بعض العلماء استحبوا أن يجعلها عن الحي ويشرك الميت في النية، بدل أن يفصلها، خروجًا من الخلاف.
الأضحية شعيرة عظيمة تتجاوز حدود الذبح لتكون مظهرًا من مظاهر البر، والتقرب، والإحسان. والأضحية عن الميت من الأعمال الجائزة التي يرجى بها الأجر للمتوفى ولمن قدمها. ومع تيسّر الأمر لمن يقدر، تبقى النية الخالصة والاتباع للسنة أعظم ما يُهدى للأموات.