“الإصلاح الإداري” محور الجلسة الختامية لمنتدى “تواصل 2025”

3 د للقراءة
3 د للقراءة
"الإصلاح الإداري" محور الجلسة الختامية لمنتدى "تواصل 2025"

صراحة نيوز ـ اختتم منتدى “تواصل 2025″، الذي نظمته مؤسسة ولي العهد، اليوم السبت، في مجمع الملك الحسين للأعمال، فعالياته بجلسة نقاشية تناولت أهمية الإصلاح الإداري بوصفه أحد المحركات الجوهرية للنمو الاقتصادي، ورافعة رئيسة لتحديث القطاع العام، ضمن رؤية شمولية تضع المواطن والخدمة العامة في صدارة الأولويات.
وأكد وزير تطوير القطاع العام، الدكتور خير أبو صعيليك، في مستهل الجلسة، أن التحديث الإداري أحد الركائز الأساسية في مسارات التحديث الشامل التي تنفذها المملكة، وأن إعادة هيكلة القطاع العام باتت ضرورة وطنية مع دخول الأردن مئويته الثانية، وما تفرضه التحولات الاقتصادية من تحديات وتطلعات جديدة.
وقال إن الجهود الحالية تتركز على جعل رضا المواطن محورًا رئيسًا في تقييم الأداء المؤسسي، وإن التعيينات باتت تعتمد على الجدارة والكفايات عبر بطاقات وصف وظيفي واضحة، وليس بالأقدمية، إلى جانب اعتماد أنظمة تقييم مبنية على معايير دقيقة وأدلة موضوعية.
وأضاف أن هذه الإجراءات تمثل تحولًا جوهريًا في بنية الإدارة العامة، وتهدف إلى تحسين كفاءة الأداء الحكومي، ورفع مستوى الخدمات بما يلبّي طموحات المواطنين، ويعزز الثقة بالمؤسسات.
وشدد أبو صعيليك على أهمية المواءمة بين التحديث التقني والثقافة المؤسسية، وعلى أن إدخال التكنولوجيا لا يكفي ما لم يُرافقه تجديد حقيقي في المفاهيم الإدارية، يعيد ترتيب أولويات الأداء والقيادة.
وأشار إلى أن الأردن يمتلك مزايا تنافسية في قطاعي التعليم والصحة، داعيًا إلى استثمار هذه المزايا من خلال تمكين رأس المال البشري، وإشراك الشباب بفاعلية في عملية اتخاذ القرار، بوصفهم شريكًا رئيسًا في التنمية.
من جهتها، قالت الدكتورة تالا عربيات، إن الجهاز الإداري يواجه تحديات متشابكة، لكنها قابلة للتجاوز من خلال وضوح الرؤية والإرادة الجادة، مشيرة إلى أن الحوار الفاعل بين الموظفين والمسؤولين يُعد مدخلًا رئيسًا لفهم متطلبات الإصلاح وتحقيق التحول المؤسسي المنشود.
وأكدت أن التغيير لم يعد خيارًا، بل ضرورة لاستدامة الوظائف وتطوير أداء المؤسسات، داعية إلى تعزيز التدريب المستمر، واستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لدعم اتخاذ القرار بشفافية.
وقالت إن الأردن قادر على تحقيق نموذج إداري متقدم إذا توافرت الإرادة والتخطيط السليم، مؤكدة أن الكفاءات الأردنية تمتلك القدرة على القيادة وتحقيق التغيير، متى ما أُتيحت لها البيئة المناسبة والدعم المؤسسي.
وأشارت إلى أن التحدي الأبرز يكمن في “العقلية الرافضة للتغيير”، داعية إلى ترسيخ ثقافة إشراك المواطن بوصفه شريكًا في الإصلاح، وإعداد قيادات شابة مؤهلة، ومنحها الفرصة لتولي مواقع المسؤولية.
واختتمت الجلسة، التي أدارها الإعلامي الدكتور عبدالله كفاوين، بحوار موسّع تناول آليات تنفيذ الإصلاح الإداري، ودور الأجيال الجديدة في بناء قطاع عام أكثر كفاءة وعدالة واستجابة لتطلعات المجتمع

Share This Article