يوم الجلوس الملكي: نجدد العهد… ونحمل الراية خلف القائد

4 د للقراءة
4 د للقراءة
يوم الجلوس الملكي: نجدد العهد... ونحمل الراية خلف القائد

صراحة نيوز ـ بقلم اللواء الركن المتقاعد عدنان أحمد الرقاد
مدير عام المؤسسة الاقتصادية والاجتماعية للمتقاعدين العسكريين والمحاربين القدماء

تنبعث في القلوب شعلة الولاء، وتتجدد في الأرواح بيعة الوفاء، حين تعانق الذاكرة الوطنية حدثاً خالداً ومجداً متألقاً؛ يوم اعتلى سليل الدوحة الهاشمية، جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، عرش المملكة الأردنية الهاشمية، حاملاً على عاتقه أمانة الأرواح وراية المجد، في مسيرة تشهد على النبل والكرامة والقيادة الحكيمة.

هو يوم تتكلم فيه الأرض الأردنية بلغتها الأصيلة، ويفيض فيه التاريخ بفصول العزة والبناء، إذ تتجسد على أرض الهواشم سُنّةُ التلاحم بين القيادة والشعب، وتتجلى فيها مقولة: “الأردن وطن لا تنحني هاماته، ما دام فينا عرق ينبض بالوفاء، وعيون ترنو إلى المجد.”

من الثورة العربية الكبرى التي أطلق شرارتها الشريف الحسين بن علي، إلى لحظة الاستقلال الخالدة، وسيرة الملوك الهاشميين الأطهار، كان الأردن ولا يزال، وطناً يكتب تاريخه بالدماء الزكية، والعزم الذي لا يلين. من استشهاد الملك المؤسس عبدالله بن الحسين، إلى حكمة الملك طلال، إلى نهج البناء والنهضة بقيادة الملك الباني الحسين، وحتى قيادتنا المعاصرة، التي تجلّت في شخصية جلالة الملك عبدالله الثاني، الذي نهض بالأردن إلى مصاف الدول الفاعلة، بوعي القائد، وشجاعة الموقف، وبعد النظر.

لقد أمضى جلالته في العقدين والنصف الماضيين على العرش بإرادة قوية،
لا يكلّ ولا يملّ، راسماً للأردن ملامح دولة عصرية، شامخة، متماسكة، متقدمة، تسير بثقة نحو المستقبل، رغم العواصف الإقليمية والأزمات العالمية. قيادة تعرف متى تصمت بحكمة، ومتى تتكلم بمهابة، ومتى تثبت المواقف كالسيف في وجه العاصفة.

وإنّنا كمتقاعدين عسكريين، لم نغادر ميدان الشرف، وإن خلعنا البدلة العسكرية، فقلوبنا لا تزال ترفل بها، وأرواحنا لا تزال مشدودة إلى النداء، كما أرادنا جلالة القائد الأعلى، رجالاً عند العزم، وسيوفاً عند الطلب.
نحن الرابضون في خندق الولاء، الجاهزون للنداء، نرتدي “الفوتيك”
إن أشار القائد، ونقف عن يمينه ويساره متى دعانا الواجب.
نحن أبناء الجيش العربي، أحفاد الثورة العربية الكبرى وورثة البندقية الهاشمية، لا تخفى عيوننا عن حماية راية الوطن، ولا تفتر عزيمتنا عن نصرة الحق، والدفاع عن ترابه، والذود عن قيادته.
غادرنا السلاح لكنه يسكن في وجداننا، وجاهز لأن يعود إلى أكتافنا
إن نادى المنادي، فالوطن لا يُحمى إلا بأبنائه، ونحن على العهد باقون، وتحت الراية مصطفّون.

التحية والإجلال لجيشنا العربي المصطفوي، جيش النشامى، حراس التخوم، وحماة الديار، أولئك الذين يشبهون السيوف في حدّها، والجبال في ثباتها، والأقمار في ضيائها. هم من عاهدوا الله والوطن والقيادة أن لا يغمض لهم جفن، ولا تهدأ لهم نفس، إلا وراية الأردن خفّاقة، وسيادته مصونة، وترابه محرّمٌ على كل معتدٍ وطامع.

وإلى أجهزتنا الأمنية الباسلة، التي تسهر حين ننام، وتستظل الخطر لتحجب عنّا شوك الفتنة، كل التحية والفخار. هم العيون الساهرة، والقبضات اليقظة، التي لا يرفّ لها جفن في وجه التهديد، ولا تتلعثم إن نادى النداء.
هم والسيف قرينان، والوطن في أكفّهم أمان، يطوّقونه باليقظة، ويحضنونه بالولاء، ويذودون عن أمنه وسكينته كما يذود الوالد عن فلذة كبده.

في عيد الجلوس الملكي السادس والعشرين، نُجدّد القسم، ونرفع الهامات فخراً، ونقول: نعم، سمعاً وطاعة يا ابن الحسين، يا حامل الأمانة، ومجدد النهج،
وباني الغد.
عاش الأردن، عاش الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، وعاش ولي عهده الامير الحسين بن عبد الله وعاشت الأسرة الأردنية الواحدة، رمز العزة والصمود. وكل عام والوطن يزهو بفرسانه، ويشمخ بقيادته، ويمضي قدماً نحو مستقبلٍ عنوانه الكرامة والسيادة والمهابة والكبرياء.

Share This Article