صراحة نيوز- بقلم / خلدون نصير
في ظل الأحداث المتسارعة التي تعصف بالمنطقة، وآخرها المواجهة الخطيرة بين إسرائيل وإيران، يجد ابناء الاردن أنفسهم وسط سيل من التحليلات والمواقف والتسريبات التي تضج بها منصات التواصل الاجتماعي، والتي وللأسف لم تعد ساحة للحقيقة بقدر ما أصبحت ساحة لتأجيج الفتنة وتعميق الشك، والتشويش على الرأي العام.
في مثل هذه الاوقات، علينا أن نتوقف لا لنخشى بل لنفكر بأننا في الأردن لسنا تابعين لأحد ولسنا أداة في يد أحد على الإطلاق ونملك رأينا على مستوى القيادة والأفراد ونستطيع ان نعبر عنه بحرية تامه دون الاساءة للاخرين. فنحن أبناء هوية وطنية جامعة يجب علينا ان لا نؤمن بالهويات الفرعية ولا بالاصطفافات العابرة للحدود.
إن موقفنا ينبع من وعينا، ومن إدراكنا بأن أمن الأردن وسلامة أبناءه فوق كل اعتبار.
حين تتعرّض دولة كإيران لعدوان واضح من قبل إسرائيل فإن الموقف الطبيعي و الأخلاقي لأي عاقل، هو رفض العدوان، أياً كانت حساباته السياسية وهذا ما عبر عنه الملك والاردنيين منذ بداية الحرب ونحن لا نصطف مع إيران كسياسة أو أيديولوجيا بقدر ما اننا نقف ضد الظلم أياً كان مصدره فما بالك عندما يكون كيان مجرم غاصب لا يعرف حدودا ولا ذمة ولا ضمير ولا عهدا ، بل نناصر الحق مهما كان طريقه صعباً.
ومع ذلك، نرفض بإن يكون الأردن ساحة لتصفية الحسابات ونرفض ان يكون منصة لصراع المحاور. إن تمسّكنا بسيادتنا وحرصنا على سلامة أبنائنا هو جوهر موقفنا، وهذا ليس حياداً او ضعفاً بقدر ما هو تعبير عن وعي ومسؤولية.
نقولها بصوت هادئ، واضح، بعيد عن المزايدات والانفعالات: لسنا مع أحد ضد أحد، نحن مع أنفسنا. مع كرامتنا، وسيادتنا، واستقرار وطننا ومع إحقاق الحق ما استطعنا.
ونقول لكل من يسعى لجرّ الناس إلى الفتنة والتشكيك و التخوين، و إشعال نار الفتنة من خلف الشاشات دعوا الأردن لأهله، فهم أدرى بما يحفظه، وهم أقدر على التمييز بين الحقيقة والمكيدة.
اخيرا اقول في وطني الكلمة ليست سلاحاً بل مسؤولية والموقف ليس انفعالاً بل رؤية. والهوية ليست طائفة ولا عشيرة ولا مذهب بل وطن واحد اسمه الأردن.