صراحة نيوز- تشهد الساحة السودانية تصاعداً ملحوظاً في الهجمات الإلكترونية التي تطال مسؤولين حكوميين ومواطنين، في ظل ضعف البنية الرقمية وغياب التشريعات المواكبة لجرائم الفضاء السيبراني.
فقد حذّر العقيد مدثر حسن صالح، قائد منطقة حلفا الجديدة ونهر عطبرة، من محاولات انتحال اسمه على تطبيق “واتساب” بهدف تنفيذ عمليات احتيال مالي، مؤكدًا أنه لا يستخدم التطبيق في أي معاملات، وداعيًا المواطنين للإبلاغ عن أي رسائل مشبوهة.
كما أعلن مكتب عضو مجلس السيادة، د. سلمى عبد الجبار المبارك، عن محاولة اختراق استهدفتها باستخدام رقم هاتف باسمها لتنفيذ عمليات خداع تستهدف مسؤولين آخرين.
من جانبه، أوضح خبير أمن المعلومات، المهندس مازن إبراهيم النور، أن الهجمات السيبرانية في السودان تأخذ ثلاث أشكال رئيسية: التصيد الإلكتروني، والاحتيال الهاتفي، وإنشاء تطبيقات وهمية، وغالبًا ما تُدار هذه الهجمات من خارج البلاد، في ظل غياب حملات التوعية والإجراءات الأمنية الفاعلة.
وأكد المحامي محمد نور الدائم أن الإطار القانوني في السودان لا يواكب تطور الجريمة الإلكترونية، رغم وجود قوانين لمكافحة جرائم المعلوماتية، مشيرًا إلى الحاجة لتشريعات أكثر حداثة تنظم استخدام البيانات وملاحقة الجناة دوليًا.
في السياق ذاته، كشف مصدر في وحدة مكافحة الجرائم الإلكترونية أن الوحدة تتلقى يوميًا عشرات البلاغات، إلا أن تتبع بعض الحالات يبقى معقدًا بسبب التشفير أو تنفيذها من الخارج، مشيرًا إلى وجود تعاون مع جهات دولية لتعقب الشبكات.
ويرى مراقبون أن السودان ما زال في بداية الطريق نحو بناء منظومة أمن رقمي فاعلة، في ظل غياب هيئة وطنية متخصصة وضعف البنية التحتية للمؤسسات الحكومية.