صراحة نيوز- أكد رئيس الجمعية الفلكية الأردنية، الدكتور عمار السكجي، أن لحظة الانقلاب الصيفي لهذا العام ستحدث في تمام الساعة 5:42 صباح يوم السبت المقبل، حسب التوقيت المحلي للمملكة. وأوضح أن هذه اللحظة تمثل بداية فصل الصيف فلكيًا في الأردن والنصف الشمالي من الكرة الأرضية.
وفي تصريح له اليوم الخميس، أوضح السكجي أن فصل الصيف سيستمر لمدة 93 يومًا و15 ساعة و37 دقيقة، حتى موعد الاعتدال الخريفي في 22 أيلول المقبل. وأضاف أن هذا اليوم سيشهد أطول نهار وأقصر ليل خلال العام في الأردن، حيث يكون الفارق الزمني بين شروق الشمس وغروبها في أقصاه، وهي ظاهرة تتكرر في معظم دول النصف الشمالي، بينما يشهد النصف الجنوبي أقصر نهار في السنة بالتزامن مع الانقلاب الشتوي.
وأشار إلى أن الانقلاب الصيفي يحدث عندما تصل الشمس إلى أقصى ميل زاوي شمالي في حركتها الظاهرية حول الأرض، أي عند أعلى ارتفاع لها في السماء، مع ميل محور دوران الأرض بأقصى درجة نحو الشمس في النصف الشمالي، مما يؤدي إلى تعامد أشعة الشمس على مدار السرطان.
وبين السكجي أن الشمس تبدأ بعد هذا الانقلاب بالتراجع ظاهريًا نحو الجنوب في رحلتها السنوية، مرورًا بلحظة الاعتدال الخريفي في أيلول، وتستمر في التحرك نحو أقصى الجنوب حتى تصل إلى أدنى نقطة خلال الانقلاب الشتوي بتاريخ 21 كانون الأول المقبل.
كما أشار إلى أن انقلاب الشمس الصيفي يتزامن هذا العام مع ظاهرة فلكية تُعرف باسم “الانقلاب القمري الرئيسي” (Lunistice)، وهي دورة تحدث كل 18.6 سنة، يصل فيها القمر إلى أقصى انحراف شمالًا أو جنوبًا في مداره الظاهري حول الأرض.
وأضاف أن هذه الدورة تسبب تغيرًا واضحًا في مسار القمر، حيث يشرق ويغرب من نقاط مائلة شمالًا أو جنوبًا بعيدًا عن الشرق والغرب المعتادين، موضحًا أن القمر يظهر منخفضًا في السماء في بعض أطواره، خاصة عند البدر، كما لوحظ خلال بدر 11 حزيران الماضي، حين بدا منحرفًا نحو الأفق الجنوبي.
وأكد أن هذا التغير في مسار القمر يتناقض مع حركة الشمس خلال الانقلاب الصيفي، حيث تكون الشمس في أعلى نقطة لها وتشرق من أقصى الشمال الشرقي وتغرب في أقصى الشمال الغربي.
واعتبر السكجي أن هذا التباين بين حركتي الشمس والقمر يمثل فرصة نادرة للرصد الفلكي، مشيرًا إلى أن الشعوب القديمة استغلت هذه الظواهر في تصميم معابدها وآثارها، واعتمدت عليها في تحديد المواقيت الزراعية وصياغة تقاويمها، مما جعل تلك اللحظات الفلكية نقاطًا مرجعية ذات أهمية كبيرة.
وأوضح أن الجمعية الفلكية الأردنية تتابع هذه الظواهر سنويًا من خلال رصد أوقات الشروق والغروب وقياس الزوايا الفلكية المرتبطة بحركة الشمس، بالإضافة إلى مراقبة مدارها الظاهري من عدة مواقع داخل الأردن، بهدف الأغراض العلمية والتوثيقية وتعزيز الثقافة الفلكية لدى الجمهور.