صراحة نيوز- قال وزير الداخلية الأسبق العين حسين المجالي إن الأردن يمرّ اليوم بواحدة من أصعب المراحل الجيوسياسية، مؤكدًا أن التحديات الإقليمية والدولية أثرت على المملكة والمنطقة بأكملها.
وفي حديثه لبرنامج “واجه الحقيقة” مساء الإثنين، أشار المجالي إلى أن تحطّم موازين القوى في الجوار القريب والبعيد، ترك أثراً عميقاً على التوازنات الإقليمية، لكنه عبّر في المقابل عن تفاؤله بمستقبل الأردن.
وأكد أن المملكة تحمل رسالة الثورة العربية الكبرى، وأن العروبة جزء من هويتها، مشددًا على أن الهاشميين يستمدون شرعيتهم من الدين والدستور والإنجاز والتاريخ.
واعتبر المجالي أن تنوع المجتمع الأردني واختلافاته الدينية والإثنية والمناطقية تمثل مصدر قوة لا ضعف، مضيفًا أن العشائرية “ليست تهمة”، بل “رابطة دم” وجزء من النسيج الوطني لا يمكن إلغاؤه.
وفي الشأن الداخلي، شدد المجالي على أن لا وجود لأي “محاصصة” مناطقية أو جغرافية في الاستفادة من الدولة، ولا احتكار لفئة أو عائلة لمقدرات الوطن. ولفت إلى أن الحكومة الحالية تبذل جهودًا لتخفيف العبء الاقتصادي، مع بوادر إيجابية يلمسها الشارع الأردني.
وأكد أن الدولة تسعى لتوفير فرص عمل، لكنها لا تستطيع أن تكون الجهة الوحيدة التي توظّف المواطنين.
وفي ملف الأمن، اعتبر المجالي أن الأردن يقوم بدور أمني مزدوج، خصوصًا في ملف تهريب المخدرات، حيث تتحمّل القوات المسلحة عبئًا يفوق مسؤولياتها، في ظل تقاعس بعض المؤسسات عن أداء واجبها.
وقال: “الأردن دولة عظيمة بقيادتها، رغم صغر مساحتها وقلة مواردها، لكنها أثبتت أنها فاعلة في الإقليم”.
وأشار إلى أن العلاقة مع سوريا تقوم على الامتداد الحضاري والعشائري، مؤكدًا على ترابط الشعبين.
أما في ما يتعلق بالضفة الغربية، فجدد المجالي التأكيد على ثوابت الأردن بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني، قائلاً: “لا للتهجير، لا للتوطين، لا للوطن البديل، ولا مساس بالوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس”.
وأكد أن الأردن يستخدم ثقله السياسي ومصداقيته الدولية لمنع أي محاولة لتغيير الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
واختتم المجالي حديثه بالتأكيد على أن “المؤسسة العسكرية والأمنية هي صمام الأمان حين تتراجع مؤسسات الدولة”، قائلاً: “القادم أجمل بكثير، بفضل قيادة ملهمة وسواعد أبناء الوطن”.