المقاومة تفرض واقعًا جديدًا في غزة رغم ترويج الاحتلال للتقدم الميداني

3 د للقراءة
3 د للقراءة
المقاومة تفرض واقعًا جديدًا في غزة رغم ترويج الاحتلال للتقدم الميداني

صراحة نيوز- في حين تحاول المؤسسة العسكرية الإسرائيلية الترويج لتقدم ميداني في قطاع غزة بعد أكثر من 20 شهرًا من الحرب، كشفت تقارير عبرية، أبرزها من موقع “والا”، عن واقع معاكس تمامًا. التقارير تشير إلى تصاعد قدرة المقاومة الفلسطينية على إدارة المعركة بكفاءة عالية، مستندة إلى معلومات استخباراتية دقيقة واستنزاف متواصل في صفوف جيش الاحتلال.

أبرز مؤشر على ذلك كان كمين بيت حانون، الذي أودى بحياة خمسة جنود وإصابة 14 آخرين، بينهم جرحى بحالة حرجة. ووصف تحقيق عسكري إسرائيلي العملية بأنها من أعقد الكمائن التي تعرضت لها القوات في شمال القطاع، حيث تم تفجير ثلاث عبوات ناسفة متتالية، تلتها هجمات نارية مكثفة من عدة محاور بأسلحة خفيفة ومتوسطة.

التحقيقات أظهرت أن القوات الإسرائيلية تحركت في محور “مهيأ” مسبقًا بقصف جوي ومدفعي مكثف، في منطقة زُعم أنها تخضع لسيطرة عملياتية عالية، مما يثير تساؤلات جدية حول فعالية منظومة الرصد والتأمين الإسرائيلية.

تقرير موقع “والا” أكد أن حركة حماس تدير منظومة استخباراتية فعالة تتيح لها رصد تحركات القوات الإسرائيلية بدقة متناهية. وبحسب تقديرات أمنية إسرائيلية، تجمع المقاومة معلومات عبر مراقبة مستمرة تُترجم ميدانيًا إلى عمليات قنص، زرع عبوات ناسفة، وإطلاق صواريخ موجهة، في تنسيق دقيق بين الوحدات القتالية ومراكز القيادة رغم الضربات الجوية المستمرة.

كما أظهرت المعلومات قدرة حماس على تعيين قادة ميدانيين جدد ضمن تسلسل هرمي صارم يضمن استمرارية العمليات. وبفضل قدرات تقنية متقدمة، تشمل أجهزة رؤية ليلية ووسائل مراقبة حديثة، تمكنت المقاومة من تنفيذ كمين معقد في منطقة مليئة بالألغام وتحكم إسرائيلي جوي مستمر.

ونقل التقرير عن ضابط احتياط إسرائيلي بارز تحذيره من تأثير الظروف المناخية القاسية في غزة، حيث تؤدي الحرارة والرطوبة العالية إلى إرهاق جنود الاحتلال، مما يفتح المجال أمام المقاومة لشن هجمات مباغتة في لحظات ضعف القوات. هذا الإرهاق، إلى جانب تآكل جاهزية الوحدات خاصة القيادات الميدانية، يفاقم تحديات الجيش الإسرائيلي في حرب استنزاف طويلة بلا اختراقات حاسمة.

وفي سياق متصل، سمحت الرقابة العسكرية الإسرائيلية بنشر خبر مقتل الجندي الاحتياطي أڤراهام أزولاي في خان يونس، خلال محاولة أسر نفذها مقاومون خرجوا من نفق أرضي. هذا الهجوم يؤكد استمرار اعتماد المقاومة على تكتيكات الأنفاق والهجمات الموضعية ضد القوات والآليات الإسرائيلية، رغم مرور ما يقارب العامين على العمليات البرية التي فشلت في تحييد هذه البنية التحتية الحيوية للمقاومة.

Share This Article