صراحة نيوز- أعلنت القوات المسلحة السودانية في ولاية دارفور الغربية استعادتها السيطرة على مواقع رئيسية في مدينة الفاشر، كانت قد سيطرتها عليها قوات الدعم السريع شبه العسكرية يوم الجمعة الماضية.
وأكد مصدر عسكري أن الجيش خاض معارك عنيفة مع قوات الدعم السريع التي تقدمت إلى الفاشر، وهي آخر مدينة كبرى في دارفور لا تزال تحت سيطرة الجيش. وأوضح أن الجيش استعاد عدة مواقع مهمة في جنوب وغرب المدينة، منها سجن شالا ومقر شرطة الاحتياطي المركزي، مما ألحق خسائر كبيرة بالقوات شبه العسكرية.
من جهتها، شككت قوات الدعم السريع في هذه الرواية، معلنة سيطرتها على سوق الماشية الرئيسي ومقر الشرطة، وأنها تتقدم نحو مطار المدينة، ونشرت فيديوهات تظهر مقاتليها في مواقع مختلفة، إلا أن هذه الأنباء لم تُتحقق بشكل مستقل.
وشهدت الفاشر، التي يزيد عدد سكانها على مليون نسمة، اشتباكات مكثفة منذ مايو 2024، مع قصف عنيف واشتباكات متواصلة، ما أدى إلى إغلاق معظم المرافق الصحية وتدهور الوضع الإنساني مع انقطاع كامل للاتصالات.
وفي سياق متصل، أعرب رئيس الوزراء السوداني كامل إدريس عن غضبه وأسفه تجاه الكارثة الإنسانية المتفاقمة في المدينة، وندد بـ”الحصار غير الإنساني” الذي تفرضه قوات الدعم السريع، داعياً المجتمع الدولي إلى الضغط على الميليشيات لفتح ممرات إنسانية ووقف استخدام التجويع كسلاح، وهو ما يشكل “جريمة حرب” بموجب القانون الدولي.
على الصعيد الدولي، دعا السودان المحكمة الجنائية الدولية إلى التحقيق مع الدول والجهات الأجنبية التي تتهمها بدعم قوات الدعم السريع، ووجه اتهامات ضمنية لدول مثل الإمارات وكينيا وتشاد وجنوب السودان، التي نفت هذه المزاعم. كما طالبت الولايات المتحدة بمحاسبة هذه القوات على الجرائم التي ارتكبتها ضد المدنيين.
وقد فشلت حتى الآن جهود الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار، وسط معاناة المدنيين الذين اضطروا للجوء إلى المخابئ المؤقتة. وتشهد السودان حرباً مستمرة منذ أبريل 2023 أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 14 مليون شخص.
