صراحة نيوز- أعلنت الحكومة البريطانية عن خطة جديدة تهدف إلى الحد من إصدار الشهادات المرضية بشكل مباشر، وتشجيع المواطنين على العودة إلى سوق العمل، في محاولة لمواجهة ما وصفته بـ”الثقافة المرضية” التي تؤثر سلبًا على الاقتصاد والخدمات الصحية.
وقال وزير الصحة ويس ستريتنج إن الخطة الجديدة تشمل تجربة يتم فيها توجيه المرضى إلى مراكز التوظيف والنوادي الرياضية بدلاً من إصدار شهادات مرضية تلقائية، مشيرًا إلى أن نحو 2.8 مليون شخص في المملكة المتحدة خارج سوق العمل بسبب مشاكل صحية.
وأضاف ستريتنج: “لا يمكن الاستمرار في منح الشهادات المرضية بسهولة دون إيجاد مسارات عملية تساعد المرضى على استعادة قدرتهم على العمل”، مؤكدًا أن المنظومة الحالية تشكل عبئًا على النظام الصحي والاقتصاد.
وتأتي المبادرة ضمن برنامج حكومي تحت اسم “وورك ويل” (WorkWell)، بقيمة 64 مليون جنيه إسترليني، يهدف إلى تمكين المرضى من العودة إلى العمل من خلال توفير خدمات استشارية وتدريبية، وإحالتهم إلى أنشطة رياضية ومجتمعية مثل البستنة، خصوصًا في ظل أزمة السمنة التي تساهم في ارتفاع معدلات الغياب الوظيفي.
وبحسب الإحصاءات، أصدرت الخدمة الصحية الوطنية (NHS) أكثر من 11 مليون شهادة تقييم قدرة على العمل خلال العام الماضي، صُنّف 93% من المرضى فيها على أنهم “غير لائقين للعمل”، غالبًا دون خطة لإعادة التأهيل أو الدمج الوظيفي.
ويستهدف البرنامج دعم نحو 56 ألف شخص يعانون من إعاقات أو أمراض مزمنة، لمساعدتهم على العودة إلى سوق العمل بحلول ربيع عام 2026.
وقالت كلير مردوخ، مديرة الصحة النفسية في هيئة الخدمات الصحية الوطنية: “يجب أن تكون الخدمة الصحية شريكًا في دعم النمو الاقتصادي، وليس فقط في تقديم الرعاية”.
وتشير البيانات إلى أن نحو 11 مليون بالغ في بريطانيا غير نشطين اقتصاديًا، من بينهم 2.8 مليون يعانون من أمراض طويلة الأمد، نصفهم تقريبًا من أصحاب الاضطرابات النفسية.