فلسطين ليست مغسلةً لخطاياكم!!!!!

2 د للقراءة
2 د للقراءة
فلسطين ليست مغسلةً لخطاياكم!!!!!

صراحة نيوز- بقلم / المهندس مدحت الخطيب

في زمن الالتباس وتبدّل القيم، تحوّلت القضايا النبيلة إلى أدوات دعائية، واختُزلت فلسطين – وفي قلبها غزة والقدس – من رمزٍ للكرامة والنضال، إلى «مغسلة» يتسابق إليها الملوثون لتطهير سمعتهم وتبييض أيديهم، لا حبًا بفلسطين ولا وفاءً لتضحياتها، بل هروبًا من ملفاتهم الثقيلة وسجلاتهم السوداء.
غزة، المدينة الجريحة التي قاومت الموت وواجهت الحصار بأمعاء خاوية، لم تكن يومًا مسرحًا لتسجيل المواقف الزائفة أو استعراض الوطنية المصطنعة. والقدس، التي لا تزال تقف شوكة في حلق المحتل، لا تحتاج لخطابات إنشائية، ولا لزيارات انتهازية، ولا لصورٍ موسمية على بواباتها.
لقد أُفرغت القضية من مضمونها، واستُهلكت في بيانات جوفاء، وشعارات ممجوجة، حتى صارت فلسطين بوابة لتلميع الصور لا لتحرير الأرض. من كان بالأمس عدوًا للحرية، خانعًا في وجه الظلم، صامتًا على القهر، صار اليوم يزاود باسم غزة، ويهتف للقدس، وكأنه لم يسكت دهورًا عن الدم، ولم يصفّق للطغيان.
والمفارقة المريرة أن بعض من يرفعون راية فلسطين في المحافل، هم من طعنوا في خاصرتها بتخاذلهم، أو بصمتهم، أو حتى بتآمرهم! يحاولون الآن تسويق أنفسهم كأبطال، متناسين أن فلسطين لا تنسى، وأن دماء شهدائها لا تُغسل بشعارات من ورق.
فلسطين ليست طقسًا سنويًا في المؤتمرات، ولا منصةً لركوب الموجة، ولا «مغسلة» تُطهّر من لوثوا سمعتهم بقمع شعوبهم، أو أفسدوا في الأرض، أو جعلوا الكرسي دينًا والوطن غنيمة.
إن كانت فلسطين اختبارًا، فهي تفضح لا تُجمل، تكشف لا تستر. ومن ظنّ أن القضية بوابة للمجد الرخيص، فليعلم أن بواباتها لا تُفتح إلا لمن صدق، وثبت، وارتقى في سبيلها.
فلسطين لا تحتاج إلى مزيد من الزيف… بل إلى من يُحبها بالفعل، لا باللافتات..

مقالي في الدستور

Share This Article