من الطلاق إلى الفضيحة: “كيف غيّر انفصال بيزوس ملامح وادي السيليكون؟”

3 د للقراءة
3 د للقراءة
من الطلاق إلى الفضيحة: "كيف غيّر انفصال بيزوس ملامح وادي السيليكون؟"

صراحة نيوز – في عام 2019، فاجأ جيف بيزوس العالم بإعلان طلاقه من زوجته ماكنزي عبر تغريدة مقتضبة، لكن ما تلا ذلك لم يكن مجرد قصة انفصال شخصي، بل تحوّل إلى ملف معقد شمل فضائح إعلامية، صراعات سياسية، وتحولات مالية ضخمة.

في عالم النخبة المالية، لا يكون الطلاق شأنًا خاصًا فقط، بل قد يتحول إلى زلزال يعيد تشكيل خريطة النفوذ. وهذا تمامًا ما حدث مع بيزوس، مؤسس “أمازون” وأغنى رجل في العالم حينها، في واحدة من أكثر حالات الطلاق تكلفةً وإثارةً للجدل في العصر الحديث.

وفي تقرير ضمن سلسلة “أغلى حالات الطلاق”، كشفت مجلة “لوبوان” الفرنسية كواليس هذا الانفصال غير العادي: من تغريدة هزّت وول ستريت، إلى ابتزاز صحفي، وشبهات سياسية، وصولًا إلى تسوية مالية ضخمة تمت بهدوء لافت.

في 9 يناير 2019، أعلن بيزوس طلاقه من ماكنزي بعد 25 عامًا من الزواج وأربعة أطفال، مؤكدًا رغبتهما في البقاء “كأصدقاء”. لكن خلف هذا التصريح البسيط، كانت هناك أزمة تتفاعل: صحيفة “ناشيونال إنكوايرر” استعدت لنشر مواد فاضحة عن علاقة بيزوس بالإعلامية لورين سانشيز، ما دفعه إلى اتخاذ خطوة استباقية بنشر خبر الطلاق بنفسه.

الصحيفة، المعروفة بإثارة الفضائح، حصلت على صور ورسائل نصية خاصة. بيزوس، الذي طالما حثّ موظفيه على توخي الحذر في حياتهم الخاصة، وجد نفسه في قلب عاصفة. وقد كلّف خبير الأمن غافين دي بيكر بالتحقيق، الذي كشف لاحقًا أن مصدر التسريب هو مايكل سانشيز، شقيق لورين، مقابل مبلغ مالي.

بيزوس لم يلتزم الصمت، بل نشر مدونة يتهم فيها الصحيفة بالابتزاز، وسأل: “إذا كنتُ لا أستطيع مقاومة هذا الضغط، فمن يستطيع؟”. لكنه لمّح أيضًا إلى وجود دوافع سياسية، خاصة أن “ناشيونال إنكوايرر” مملوكة لشركة مقرّبة من دونالد ترامب، الذي لطالما أبدى عداءه لبيزوس.

الرئيس الأمريكي السابق لم يُخفِ شماتته، واصفًا بيزوس بـ”جيف بوزو”، لكن الأخير استثمر الأزمة لصالحه، وظهر أمام الرأي العام كمن يتصدى لابتزاز الصحافة الصفراء.

ورغم كل الجدل، مر الطلاق دون نزاع قضائي. ماكنزي حصلت على 4% من أسهم “أمازون” (حوالي 39 مليار دولار آنذاك)، وتنازلت عن أي دور تنفيذي في شركات بيزوس، بما في ذلك “بلو أوريجن” و”واشنطن بوست”. وقد تعهدت بالتبرع بجزء كبير من ثروتها للأعمال الخيرية، قبل أن تتزوج لاحقًا من معلم أطفالها وتنفصل عنه لاحقًا.

أما بيزوس، فواصل حياته مع لورين سانشيز، وظهر معها في أبرز المناسبات العالمية، بعقد زواج مُحكم. لم يعد بطل حرية الصحافة، لكنه لا يهتم كثيرًا، فبوصلة طموحه أصبحت موجّهة نحو الفضاء. وكما يقول دائمًا: “السماء ليست الحدّ”.

Share This Article