المستعمرة بالتأكيد هي المستعمرة

3 د للقراءة
3 د للقراءة
المستعمرة بالتأكيد هي المستعمرة

صراحة نيوز- بقلم / حمادة فراعنة

لم يعد بإمكان هذا الحساب استخدام واتساب لأنه أرسل رسائل غير مرغوب بها»، هذا ما أرسلته لي أخيراً، وشبه يومي شركة «واتساب» كلما وجدوا كلمة «المستعمرة» على مقالتي اليومية.

قبل أكثر من سنة أوقفوا خدمة الواتساب على جهازي وبعد شهرين ومراجعات من قبل شركة الاتصالات الأردنية، حيث كان ردهم على أنني: «لا ألتزم بالمعايير المرعية»، وبعدها تم إعادة خدمة الواتساب لجهازي، ولكن مع استمرار مقالتي اليومية وتوزيعها، يتم وقف خدمة الواتساب بشكل يومي، وتتم إعادته بعد يومين، ويكتبوا لي: « سيراجع فريق الدعم لـ: «واتساب» معلومات جهازك وحسابك من أي نشاط يخالف شروط الخدمة لدينا» وحينما أطلب المراجعة: يكتبوا لي: «تم إرسال طلبك، تستغرق المراجعات عادة 24 ساعة، سنبلغك بانتهائها من خلال واتساب، لا تزال الدردشات موجودة على هذا الجهاز» ويقصد أن المقال لا يزال موجوداً، وهو المعنى بعبارة: «لم يعد بإمكان هذا الحساب استخدام واتساب لأنه أرسل رسائل غير مرغوب بها».
ليست قصة شخصية، تستحق الاهتمام من المتابعين، وتستدعي إقحام القراء بها، بل هي عنوان لموضوع سياسي، ونفوذ من قبل مؤسسات المستعمرة وأدواتها وأسيادها في واشنطن ومن يتبعهم في العالم.
الموضوع ليس مفردات، يتم تداولها قبولها أو رفضها، بل هي مفردات وجُمل وتعبيرات تُدلل على مضمون وقضية واستحقاق، وهذا هو جوهر الإشكال، والإشكال أن خدمة «الواتساب» وشركتها ومن يملكها، ومن يقف معها، يدققون بالمفردات والجُمل والتعابير المتعلقة بالمستعمرة الإسرائيلية، ولذلك يحجبون الخدمة عن كل من يتعاطى مع مفاهيم وثقافات ومواقف لا تتفق ومواقف القائمين على خدمة «الواتساب» من المالك الأميركي الصهيوني الداعم للمستعمرة المؤيد لها، كما لا تتفق مع معايير العاملين أو الموجهين في موقع التواصل لـ: «الواتساب».
إنها سياسة احترافية مهنية مدقق لها بامتياز، تدلل على أن السيطرة العسكرية والاقتصادية والبنكية والإعلامية والتكنولوجية وهيمنتها على العالم من قبل الولايات المتحدة، لا تكتفي، بل يجب التدخل في التأثير على وعي الناس والشعوب، ومفرداتهم، إنهم يعملون على شرعنة المستعمرة، والتطبيع النفسي والثقافي والتداولي مع مفردة: «إسرائيل».
وجوهر الخلاف والتباين بل والصراع، هو حول المضمون، لأن نقيض كلمة «إسرائيل» هي «فلسطين»، ووصف ومضمون وحقيقة كلمة ومضمون «إسرائيل» هي المستعمرة بكل ما تحمل هذه الكلمة من أبعاد ومضمون، وأهميتها أن كلمة المستعمرة تدلل على أجنبية أدوات الاحتلال، أنه احتلال من الأجانب المستعمرين، وليس نظاماً محلياً ديكتاتورياً أو متسلطاً، بل هو كذلك ولكن هويته أجنبية مستوردة، وسيرحل كما سبق ورحلت كل مشاريع الاستعمار في العالم، ولذلك تتم متابعتي ومعاقبتي على الإصرار على استعمال كلمة المستعمرة، وهي كذلك، وستبقى كذلك.

Share This Article