التصفح المتواصل للهاتف .. هل تسيطر عليه أم يسرق تركيزك ومزاجك؟

2 د للقراءة
2 د للقراءة
التصفح المتواصل للهاتف .. هل تسيطر عليه أم يسرق تركيزك ومزاجك؟

صراحة نيوز- هل فكرت يومًا تفتح هاتفك لـ«دقيقتين فقط»، ثم تجد نفسك بعد 45 دقيقة لا تزال تتصفح مقاطع الفيديو والصور بلا توقف؟ هذه الظاهرة المعروفة بـ«التصفح المستمر» ليست بسيطة كما تبدو، فهي تنشط في الدماغ آليات عصبية تؤثر على تركيزك، مزاجك، وحتى مستوى توترك.

كلما صادفت محتوى ممتعًا مثل صورة مضحكة أو فيديو شيق، يفرز دماغك الدوبامين، الناقل العصبي المسؤول عن الشعور بالمتعة والمكافأة. المشكلة أن هذه المكافآت تصلنا بشكل عشوائي، ما يجعلنا نرغب في الاستمرار في التمرير والبحث عن المتعة التالية، وهذا ما يُعرف بـ«السكرولينغ».

فقدان السيطرة تدريجيًا
التصفح المستمر صُمم ليكون بلا توقف، حيث لا نهاية للتمرير، وهذا يجعل عينيك لا تستريح. تشير دراسة من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) إلى أن المستخدمين يقضون 30% إلى 50% وقتًا أطول على التطبيقات التي تحتوي على تمرير لا نهائي مقارنة بالتطبيقات التقليدية. هذا الاستخدام المكثف قد يؤدي إلى الإدمان الرقمي.

إرهاق ذهني غير ظاهر
عندما تتصفح الإنترنت، يعالج دماغك كمية هائلة من المعلومات مثل الصور، النصوص، والأصوات في وقت قصير جدًا، ما يسبب إرهاقًا ذهنيًا يستهلك انتباهك دون أن تشعر. وأظهرت دراسة بجامعة كاليفورنيا أن هذا الإرهاق يزيد من التوتر والانفعال حتى بعد جلسة تصفح قصيرة.

تأثير على التركيز والنوم
الاعتياد على هذا النوع من المحتوى السريع يجعل الدماغ لا يتحمل الملل، ويجد صعوبة في التركيز على مهام طويلة مثل قراءة مقال أو متابعة فيلم. بالإضافة إلى ذلك، التصفح مساءً يؤخر إفراز هرمون الميلاتونين، ما يسبب اضطرابات في النوم.

في النهاية، التمرير المستمر ليس مجرد عادة عابرة، بل محفز عصبي قوي. لذلك، تحديد وقت للتصفح، إيقاف الإشعارات، أو تعطيل التشغيل التلقائي، كلها خطوات تساعدك على التحكم بهذا السلوك وتقليل خطر الإدمان الرقمي.

Share This Article