الإبادة تنفذ برضى السياسيين و رغم أنف الرأي العام الدولي

4 د للقراءة
4 د للقراءة
الإبادة تنفذ برضى السياسيين و رغم أنف الرأي العام الدولي

صراحة نيوز – كتب حاتم الكسواني

الإبادة في غزة و توسيع الإستيطان في الضفة الغربية لتنفيذ المشروع الإستعماري الصهيوني فيهما حلقة من حلقات المشروع الصهيوني العام في المنطقة العربية الذي ينفذ بتسارع  وعلى قدم وساق والذي  كشف معالمه وزير الخارجية الصهيوني الأمريكي هنري كيسنجر قبل رحيله إذ بشر بحرب عالمية ثالثة أكثر من يموت فيها العرب وتنتهي بتحقيق حلم إسرائيل الكبرى .
ولعل أكثر ما يجب أن يشار إليه مساهمة الحكومات الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية بمنح إسرائيل الوقت الكافي لتنفيذ مخططها ، وذلك بتأييد ما تقوم به صراحة ودون إعتراض أو  تنديد  كما تفعل إدارة الولايات المتحدة الأمريكية  المنسجمة مع الأهداف الصهيونية بل الدافعة نحوها من وراء حجاب ،  وبذر الرماد في عيون الفلسطينين والعرب بتصريحات متزامنة أو غير متزامنة من قبل السياسيين الاوروبيين ترفض عمليات القتل والإبادة التي يرتكبها الإسرائيليون في غزة و ترفض عمليات تدمير مخيمات و منازل الفلسطينيين في الضفة الغربية لتوسيع الإستيطان على حسابها ، ولكن دون إتخاذ أية خطوات او قرارات عقابية ضد إسرائيل بل تكون تصريحاتهم دائما حول  إعلان نوايا لدراسة إحتمال فرض عقوبات على دولة الإحتلال ضمن عملية تخدير ممنهجة ومنظمة تعتمد مبدأ بيع الكلام للعرب وكل من يرى صادقا ضرورة وقف العدوان على الشعب الفلسطيني والذي يهدف فيما يهدف إليه منح الوقت لإسرائيل لإستكمال مخططها تحت نظر وسمع شعوب العالم ومنظمات الشرعية الدولية وحقوق الإنسان وكل قادة الدول الصامتة صمت القبور عما يجري في فلسطين .

حتى ان جوزيف بوريل الممثل السابق للإتحاد الأوروبي قد عبر عن هذه الحالة ووصفها بقوله ” بأن الإتحاد الأوروبي قرر السماح بإستمرار الإبادة في غزة بلا هواده ” .

ولو كان السياسيون الأوروبيون صادقون بمواقفهم  لإتخذوا قرارا شبيها بالقرار الذي إتخذوه بحق صرب البوسنه ،  إذ كان بإمكان هيئة الأمم المتحدة وحلف شمال الأطلسي ” الناتو” الذي تمثل دوله العدد الأكبر من الدول الأوروبية الرافضة لسلوك الإحتلال الإسرائيلي أن تفرض حظرًا على الطيران الحربي الإسرائيلي فوق أراضي فلسطين المحتلة كما حظرت الطيران الحربي الصربي في سماء البوسنة والهرسك في مرحلة من مراحل حرب الإبادة الصربية لشعب البوسنة المسلم والذي  منع قصف المدنيين والمناطق الآمنة التي أعلنتها الأمم المتحدة آنذاك .

اما إن سألنا عن الرأي العام وموقف الشارع في أمريكا وأوروبا  وكثير من الدول فهو موقف مشرف ومؤيد للحق الفلسطيني لكنه دون أثر يذكر حيث نعيش مرحلة غير مسبوقة في التاريخ العالمي يتم فيه كبح جماح الرأي العام العالمي وإهماله وقمع عناصره المحركة كإتحادات الطلبة والأحزاب السياسية ونقابات العمال بقوى الأمن والعسكر ومصادرة الحريات والقرارات القضائية كما في الولايات المتحدة الأمريكية والمانيا وإيطاليا وغيرها من البلدان

اعتقد بأن كل الصامتين العرب وغير العرب ، وكل من اعتمدوا التضبيب عما يجري في فلسطين كمقدمة لاستكمال مخطط شيطاني يصيب المنطقة العربية بأسرها هم مشاركون في عملية الإبادة بصورة من الصور حيث لا يجدي الكلام نفعا مع عدو ليس له خطوط حمراء ، ولا قيم. بل انه يتوحش اكثر فأكثر يوما بعد يوم مادامت يده مطلقة في المنطقة دون أن يجد من يردعه ويوقفه عند حده .
وأعتقد بأنه أصبح لزاما على الأمة العربية أن تتخذ موقفا حازما وحقيقيا لحماية مستقبلها ووجودها حيث أصبح واضحا بأن معركة الأمة العربية هي معركة وجودية حقيقية مالم يتم عقد القمم واللقاءات العربية على المستويات السياسية والعسكرية والشعبية وعلى كافة المستويات  لدرء الخطر المحدق بها  .
وعلينا اليوم قبل غدٍ  ان نوقف نزيف الوقت وخدعة تصريحات ذر الرماد في العيون التي اُستهبلنا بها طوال عهود الإستعمار والإحتلال والاستقلال الشكلي التي  عايشَتْهَا شعوب المنطقة

 

Share This Article