ارتفاع أسعار الأرز والخبز في إيران يضغط على موائد الإيرانيين

3 د للقراءة
3 د للقراءة
ارتفاع أسعار الأرز والخبز في إيران يضغط على موائد الإيرانيين

صراحة نيوز- في ظل تراجع الحديث عن مواجهة عسكرية ضد إيران، واستمرار الجمود في مسار المفاوضات مع الغرب وغياب أفق حقيقي لرفع العقوبات، بدأت التداعيات الاقتصادية لهذا الوضع المعقّد في التفاقم يوماً بعد يوم. وبرزت أبرز ملامح هذه التداعيات في موجات غلاء متلاحقة طالت المواد الأساسية، لا سيما الغذاء، ما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية للمواطنين وتقلص موائدهم.

وتُظهر البيانات الرسمية ارتفاعاً حاداً في أسعار السلع الأساسية خلال العام الماضي، فعلى سبيل المثال، ارتفعت أسعار الأرز الإيراني بنسبة تجاوزت 85%. ويواصل التضخم الغذائي زحفه، إذ سجل الأسبوع الأخير ارتفاعات جديدة في أسعار الخبز والأرز ومنتجات الألبان.

ونقلت صحيفة “اعتماد” الإصلاحية عن مفتشي وزارة الجهاد الزراعي أن بعض أنواع الأرز الإيراني تُباع حالياً بأكثر من 340 ألف تومان للكيلوغرام الواحد (نحو 10 دولارات أميركية). أما في متاجر التجزئة بطهران، فقد وصل سعر الكيلو إلى 300 ألف تومان، بينما يباع كيس الأرز الممتاز (10 كغم) بسعر يناهز 3 ملايين تومان.

وتعكس شهادات المواطنين في طهران حجم المعاناة. تقول فرشته (50 عاماً) من غرب العاصمة، إنها وعائلتها اضطروا مؤخراً للاستعاضة عن الأرز الإيراني ببدائل أرخص كالأرز الهندي أو الباكستاني، بعد أن باتت كلفة إعداد وجبة غذائية بسيطة تتجاوز 400 ألف تومان (نحو 10 دولارات)، وهو ما يفوق قدرة دخلها الشهري البالغ نحو 350 دولاراً، يُصرف نصفه على الإيجار فقط.

أما أحمد، وهو أب لطفلين ويعمل معلماً في جنوب طهران، فقد أكد أنه مضطر للعمل في فترتين يومياً – صباحاً في التعليم ومساءً كسائق لتطبيق “سناب” – ليجمع نحو 650 دولاراً شهرياً، وهي لا تكفي لتغطية نفقات أسرته الأساسية. ويضيف أن الزيادات المتواصلة في أسعار الغذاء والخدمات، مقابل ركود الأجور، جعلت من توفير الحاجات الأساسية تحدياً يومياً.

وفي سياق متصل، كشفت تقارير إعلامية عن أن الخبز – أحد السلع الأساسية – أصبح بدوره مؤشراً على الفجوة الطبقية. فقد ارتفعت أسعاره بنسبة وصلت إلى 52% في بعض المدن، فيما تراجعت جودته في الأحياء الفقيرة حيث يُباع بأسعار أقل.

وأشار موقع “فرارو” الإصلاحي إلى أن الحكومة، بدلاً من إصلاح الهياكل الاقتصادية والإدارية، نقلت أعباء الأزمة مباشرة إلى المواطنين، الأمر الذي عمّق الأزمة المعيشية. واعتبر التقرير أن ارتفاع أسعار الخبز والأرز يُعد ناقوس خطر جديد يهدد الأمن الغذائي للأسرة الإيرانية.

وتكشف الأرقام الصادرة مؤخراً عن مركز الإحصاء الإيراني عن ارتفاع كبير في أسعار المواد الغذائية خلال فصل الشتاء الماضي، بما يتعارض مع وعود الحكومة بالسيطرة على التضخم. فقد ارتفعت أسعار البطاطس بنسبة 92.3٪، والفاصوليا الحمراء بـ47.7٪، والزبدة بـ30.4٪، والبصل بـ27.4٪، والعدس بـ21.3٪، وكلها عناصر رئيسية في سلة غذاء الأسر متوسطة ومنخفضة الدخل.

ويرى مراقبون أن استمرار هذه الزيادات الحادة دون تحرك فعّال من الحكومة، ينذر بتفاقم الأزمة الاقتصادية، خاصة في ظل استمرار العقوبات، وتراجع العائدات النفطية، وغياب آليات دعم فاعلة تحمي المستهلكين من آثار التضخم المتصاعد.

 

Share This Article