إعدام شاب وفتاة بسبب زواجهما دون موافقة العشيرة غرب باكستان

3 د للقراءة
3 د للقراءة
إعدام شاب وفتاة بسبب زواجهما دون موافقة العشيرة غرب باكستان

صراحة نيوز- أثارت جريمة إعدام فتاة وشاب في إقليم بلوشستان جنوب غرب باكستان، بسبب زواجهما دون موافقة عائلتيهما، موجة استياء واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد انتشار مشاهد مصوّرة توثّق لحظة قتل الفتاة أمام جمع من الحضور.

القضية التي وُصفت بالمروّعة دفعت الحكومة المحلية إلى التحرك، حيث أعلنت أنها أوقفت الجاني، شقيق الفتاة، الذي أطلق النار عليها، وتتابع التحقيقات مع أعضاء المجلس القبلي الذي أصدر حكم الإعدام بحق الشاب والفتاة.

رئيس وزراء الإقليم، سرفراز بكتي، قال في بيان: “الحادث مأساوي للغاية، وقد وقع قبل أيام لكن لم يظهر للرأي العام إلا الآن. تم القبض على منفذ الجريمة، وتجري حملة اعتقالات بحق كل من شارك أو تواطأ في تنفيذ القرار القبلي”.

ووفق روايات محلية، فإن الفتاة وتُدعى “شيتل بلوش” (26 عاماً) كانت على علاقة حب مع شاب من قريتها يُدعى “زرك بلوش”، لكن عائلتها رفضت زواجهما مراراً، ما دفعها لعقد قرانها به سراً قبل ستة أشهر. وبعد العثور عليهما، عقد مجلس قبلي جلسة قرر خلالها تنفيذ “حكم الإعدام” فيهما، وتم التنفيذ في منطقة صحراوية بحضور نحو 50 شخصاً.

المشاهد المصورة أظهرت الفتاة بملابسها المحلية تُقاد إلى وسط الصحراء قبل أن يُطلق شقيقها النار عليها، فيما أظهرت لقطات أخرى جثة الشاب وقد أُعدم على مقربة منها.

وقد ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي بموجة غضب، واعتبر كثيرون أن الجريمة تعكس استهتاراً صارخاً بحقوق المرأة والحريات الفردية. وكتب الناشط إيمل عبد الله على “فيسبوك”:

> “إذا كانت البلوشية تطالب بالاستقلال عن باكستان، فلتبدأ أولاً بالتحرر من هذه التقاليد الإجرامية”.

أما الكاتبة والإعلامية تهمينة كوثر رانا فقالت في منشور لها:

> “ذنب هذه الفتاة الوحيد أنها أحبّت وتزوجت من رجل اختارته بنفسها. هل المحبة ذنب؟ هل الزواج بمن تحب جريمة؟ نحن نعيش في مجتمع يرى في كونك امرأة وحده جريمة”.

وتساءلت كوثر عن غياب دور منظمات حقوق الإنسان وصمت الجهات التي تدّعي الدفاع عن العدالة، مؤكدة أن القضية تمثل انتهاكًا صارخًا للكرامة والحرية.

فيما دعا آخرون إلى إنهاء هذه “المجالس القبلية الظالمة”، معتبرين أن القضاء على هذه الأعراف هو السبيل الوحيد لحماية النساء في المجتمعات الريفية.

القضية لا تزال قيد المتابعة، وسط مطالبات بمحاسبة المتورطين وتوفير الحماية للنساء من العنف “المشروع عرفياً”، الذي يُمارَس في بعض المناطق باسم الشرف والتقاليد.

Share This Article