إربد تفقد أحد أعمدتها… وداعًا معالي الدكتور عبد الرزاق طبيشات (أبو محمد)

2 د للقراءة
2 د للقراءة
إربد تفقد أحد أعمدتها… وداعًا معالي الدكتور عبد الرزاق طبيشات (أبو محمد)

صراحة نيوز- كتب د. حمزة الشيخ حسين

بقلوب يعتصرها الألم، وعيون يغمرها الحزن والأسى، ودّعت مدينة إربد، ومعها كلّ أبناء الأردن، قامة وطنية سامقة، ورمزًا من رموز العطاء والإخلاص… ودّعنا الأخ والصديق الغالي، معالي الدكتور عبد الرزاق طبيشات (أبو محمد)، الذي ترجل عن صهوة الحياة بعد مسيرة مشرفة ملؤها التفاني والخدمة العامة.

لقد كان الفقيد وجهًا من وجوه إربد البارزين، وركنًا من أركان رجولتها ووفائها. عاش كبيرًا بأخلاقه، وطنيًا بمواقفه، متواضعًا في تعامله، محبًا لكل من حوله. لم يكن مسؤولًا عابرًا في مواقع الدولة، بل كان حاضرًا في قلوب الناس، قريبًا من همومهم، مخلصًا في خدمته لهم.

تقلّد الفقيد مناصب رفيعة فكان رئيسًا لبلدية إربد الكبرى لعدّة دورات، ثم نائبا عن إربد تحت قبة البرلمان، ثم وزيرًا للبلديات، وتوّج مسيرته الوطنية بتعيينه عضوًا في مجلس الأعيان، حيث بقي وفيًّا لرسالته، صادقًا في مواقفه، ثابتًا على مبادئه حتى آخر لحظة.

لم يدخر جهدًا في دعم أبناء مدينته، وكان سندًا للباحثين عن فرص العمل، يسعى لتوظيفهم في المؤسسات الحكومية والخاصة دون كلل أو مَنّ.

رحل أبو محمد، وترك فراغًا لا يُسدّ، وذكرى لا تُنسى. أحبه الصغير قبل الكبير، وكان بالنسبة للجميع ابنًا وأخًا وصديقًا. جمع بين الحكمة والحزم، وبين الرحمة والعدل، فصار رمزًا من رموز إربد التي تفخر بها على مدى الأجيال.

نسأل الله عزّ وجل أن يتغمّده بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يجزيه عن وطنه وأهله خير الجزاء، وأن يلهم أسرته ومحبيه وأبناء إربد الكرام الصبر والسلوان.

عينٌ بكت، وقلبٌ وجع، ومدينةٌ وقفت تبكي ركنًا من أركانها، رجلًا نادرًا في زمنٍ قلّ فيه الوفاء.
إنا لله وإنا إليه راجعون…

Share This Article