كيف صنعت صخور الطفيلة أحد أعظم عقول الهندسة في العالم؟

3 د للقراءة
3 د للقراءة
كيف صنعت صخور الطفيلة أحد أعظم عقول الهندسة في العالم؟

صراحة نيوز- هل يمكن لطفل نشأ بين جبال الطفيلة أن يكتب اسمه في كبريات الجامعات ومجلات البحث العلمي العالمية؟
قصة البروفيسور الدكتور المهندس أحمد سلامة عيال عواد تُجيب على هذا السؤال بوضوح: نعم… إذا امتزج الطموح بالإرادة، يصبح الحلم حقيقة.

نشأ البروفيسور أحمد في قرية عيمة، حيث كل شيء بسيط، لكن الأحلام كانت عظيمة. هناك، بين الصخور والجبال، كان يُقال إن القمة لا تُهدى، بل تُنتزع. ومنذ صغره، تعلم أن طريق المجد يبدأ من صبر طويل وكفاح مرير. لم تكن طفولته محاطة بالمكتبات ولا المعامل المتطورة، بل بصخور الطفيلة التي تحوّلت مع الوقت إلى دفاتر يخط عليها أحلامه الأولى.

من ذلك المكان البعيد، انطلق شاب بسيط ليشق طريقه بثبات نحو الجامعة الأردنية ثم نحو أرقى الجامعات العالمية، حتى حصل على أعلى درجة علمية في تخصص الهندسة الميكانيكية، واستحق عن جدارة لقب “البروفيسور”.

لكنه لم يتوقف عند حدود العلم الأكاديمي، بل أصبح رمزًا إداريًا يحتذى به خلال قيادته الناجحة لكلية الهندسة التكنولوجية بجامعة البلقاء التطبيقية. أربع سنوات فقط كانت كافية ليُحدث نقلة حقيقية في أداء الكلية، حيث قادها بحكمة، وغيّر ثقافتها من “مشاكل وتحديات” إلى “إنجازات ونجاحات”.

لم يكن القائد المتسلط ولا المدير الباحث عن المجد الفردي، بل كان دائمًا يردد عبارته الشهيرة: “نحن أنجزنا”. آمن بأن العمل الجماعي هو مفتاح النجاح، وأن تفويض الصلاحيات يُخرج أفضل ما في كل شخص. فنجحت الكلية بنجاحه، ونجح الآلاف من المهندسين الذين تعلموا في عهده، وتخرجوا ليعملوا في كبرى المشاريع داخل الأردن وخارجها.

في الميدان العلمي، سجّل البروفيسور عيال عواد اسمه كواحد من أهم المرجعيات البحثية في الهندسة الميكانيكية، بأبحاث علمية منشورة في مجلات عالمية، تم الاستشهاد بها في أرقى الجامعات والمراكز البحثية.

لكن سر الدكتور أحمد لا يكمن في إنجازاته فقط، بل في شخصيته الإنسانية… في تواضعه، ودماثة خلقه، وشغفه ببلده. لم ينسَ الطفيلة يومًا، كتب فيها أجمل قصائده، وذكرها في مجالسه ومحاضراته، حتى عُرف بين طلابه بـ”الأستاذ الشاعر” الذي جمع بين قوة العقل ورقة القلب.

وهكذا… صنعت صخور الطفيلة من أحمد عيال عواد قائدًا متواضعًا، عالمًا عالميًا، وأديبًا يترك الأثر الطيب أينما حل.
قصة تختصر أن الأردني إذا امتلك الإرادة يستطيع أن يذهب من قرية صغيرة إلى قاعات العالم الكبرى… من عيمة إلى القمة.

Share This Article