صراحة نيوز- في خطوة مفاجئة وغير مسبوقة من إحدى دول مجموعة السبع الكبرى، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نية بلاده الاعتراف رسميًا بدولة فلسطين خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول المقبل، ما أثار ردود فعل متباينة محليًا ودوليًا.
قوبل الإعلان بترحيب فلسطيني رسمي، حيث رحبت السلطة الفلسطينية بالخطوة، بينما وصفتها حركة حماس بأنها “تطور إيجابي نحو إنصاف الشعب الفلسطيني المظلوم”، مشددة على حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة على كامل الأراضي المحتلة وعاصمتها القدس.
في المقابل، أكدت الحكومة الفرنسية أن موقفها لا يعني دعماً لحركة حماس، إذ صرّح وزير الخارجية جان نويل بارو بأن الحركة لا تؤمن بحل الدولتين، وأن الاعتراف الفرنسي يتعارض مع مواقفها.
وعلى الجانب الإسرائيلي، أثار القرار غضبًا واسعًا، إذ وصفه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأنه “مكافأة للإرهاب”، محذرًا من ظهور “وكيل إيراني جديد” في المنطقة، فيما اعتبره مسؤولون إسرائيليون آخرون تراجعًا عن شروط فرنسية سابقة، ودعوا إلى اتخاذ إجراءات مضادة، من بينها ضم الضفة الغربية.
عربيًا، أشادت دول عدة بالخطوة الفرنسية، منها مصر والأردن والسعودية وقطر والكويت، معتبرين أنها خطوة تاريخية نحو دعم حقوق الشعب الفلسطيني، ودعوا الدول التي لم تعترف بعد بدولة فلسطين إلى اتخاذ مواقف مماثلة.
أما دوليًا، فتراوحت المواقف بين الحذر والتحفظ. فقد رفضت الولايات المتحدة الخطوة، واعتبرتها “متهورة وتُعيق فرص السلام”، بينما أكدت ألمانيا وإيطاليا أن الاعتراف يجب أن يكون جزءًا من حل شامل ومتفاوض عليه. في بريطانيا، وقع أكثر من 100 نائب رسالة تطالب الحكومة بالاعتراف الفوري بدولة فلسطين.
ويُتوقع أن تضغط الخطوة الفرنسية على عدد من الدول الغربية الكبرى لتعيد النظر في مواقفها، في ظل التوتر المتصاعد جراء الحرب في غزة وتزايد الأصوات الدولية المطالبة بإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية.