صراحة نيوز- بقلم / حاتم الكسواني
يصر ويتمسك الإسرائيليون ومؤيدوهم والمرتجفون من إتخاذ موقف صادق مما يجري من إبادة جماعية للفلسطينيين في غزة والضفة الغربية ، وتجويع لا سابق له في العصر الحديث والقرن الحادي والعشرين أن ينظر العالم إليه بعين عوراء ترى كل مايجري ببث حي ومباشر من قبل وسائل الإعلام والناشطين الإجتماعيين في الوطن الفلسطيني المحتل وتتبنى الرواية الإسرائيلية المضللة وتنكر الحقيقة الماثلة للعيان من قتل. وتجويع للفلسطينيين ، وتشريد. وإصرار على تهجيرهم من ديارهم في محاولة يائسة لإنهاء ملف القضية الفلسطينية وإحلال المستجلبين الصهاينة محلهم … ولكن هيهات أن ينجحوا بذلك أمام إصرار الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية على الصمود والمقاومة بما إتيح لهم من سلاح ووسائل .
اليوم مثلا أراد نتنياهو من العالم أن ينظر بعين عوراء لاسيرين صهيونيين أصابهم التجويع الذي فرضه الكيان المحتل على كامل اهل غزة وهو يقول ان حماس تجوع الأسرى كما جوع النازيون اليهود لكن نتنياهو مايدري بانه بقوله هذا قد ساوى بين النازية والصهيونية أمام عيون العالم الذي فتح عيونه وضمائره على أفعاله وأفعال حكومته المتطرفة وهي تبيد اهل غزة وتجوعهم وتحيلهم إلى هياكل عظمية حية تصارع الموت منذ عامين كاملين وحصار دام أكثر من أربعة عشر عاما سابقة لعملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر، 2o23 .
اما المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف الذي زار مركز توزيع المساعدات التابع لمؤسسة غزة الإنسانية المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية ، والتي تقول الأمم المتحدة إنَّها شريكة في المسؤولية عن سقوط أكثر من 1200 شهيد في القطاع أثناء محاولتهم تلقي المساعدات فقد نظر ويتكوف بعين عوراء لعملية توزيع المساعدات على أهل غزة فرأى أكوام المساعدات المكدسة دون أن ينظر قصدا لمصيدة القتل المعدة للمجوعين الذين يقصدونها للحصول على بعض الطعام الذي يسد رمقهم وليخرج علينا بتصريحه المشؤوم أن لا تجويع في غزة .
اما عن حل الدولتين منذ قرار التقسيم رقم 181 الذي اقرته هيئة الأمم المتحدة عام 1947 وصولا إلى مؤتمر حل الدولتين بمبادرة من المملكة العربية السعودية وفرنسا الذي عقد وانتهى قبل أيام فكلها حلول عوراء تقدم قرارات بحل الدولتين دون أن تقدم آليات لتحقيق ذلك ففي ظل إعلان إسرائيل بأن من أهداف حربها إحتلال كامل قطاع غزة وتهجير أهلها والقضاء على مقاومتها ، وظل تأييد الكنيست الإسرائيلي مقترحا يقضي بضم الضفةالغربية بأغلبية 71 نائبا من إجمالي 120 يكتشف المرء بأن هذا المؤتمر ينظر للموضوع نظرة عوراء لانه لم يحدد أين ستقام الدولة الفلسطينية وعلى أي أرض بجانب الكيان الإسرائيلي .
حتى ترامب وتصريحاته العوراء التي ترى مايجري في غزة امر فظيع ومؤلم لكنه يشترط لوقف الحرب وإطعام الناس ان يطلق سراح الأسرى اليهود وأن يستسلم الفلسطينيون وأن يلقوا سلاحهم ليتم ذبحهم أو تهجيرهم بعد ذلك وفق المخطط الصهيوامريكي ، وكذا تصريحات السياسيين الأوروبيين التي تتدارس فرض عقوبات على الكيان الصهيوني دون أن تنفذ ذلك ، وهو فعل اعور يكتفي بالتصريح دون أن يقدم الحلول العملية ليعطي الكيان الإسرائيلي المحتل الوقت اللازم لتنفيذ مخططاته .
إذا هي عيون عوراء ترى ما يخدم الكيان الغاصب دون أن تنظر إلى معاناة الشعب الفلسطيني وعذاباته طوال سبعين عاما مضت .
لكن يبقى أملنا بمواقف الشعوب الحية التي تقاوم الإحتلال ومخططاته وتقف إلى جانب قضية الشعب الفلسطيني في كل ساحات الشرف والأمانة على طول العالم وعرضه ، كما يبقى أملنا بالمقاومة الباسلة التي تقدم لنا صورا غير مسبوقة من البطولة والفداء تثبت حيوية الشعب الفلسطيني وقدرته على الصمود والتصدى .
ولا ادل على ذلك سوى اعتراف نداف ارغمان رئيس الشاباك السابق الذي قال في فيديو لمجموعة من القادة الإسرائيليين السابقين : لا أعرف جيشا انتصر على قوة مقاومة مسلحة ونحن في غزة بوضع ثابت وجيش لا يتحرك ويتلقى الضربات .