صراحة نيوز- كتب الزميل نادر خطاطبة
ابتسامات في غير مكانها، والجو العام (سيلفي لآلام خلفي ) لا يتسق مع مهمة إغاثة انسانية، لأكثر منطقة منكوبة بتاريخ البشرية( غزة)، وعليه فالتفاصيل متناقضة مع طبيعة الحدث الإنساني المؤلم .
كان الأولى أن نوجه رسائل -إن كان باهداف اصطحاب الاعيان بعملية الإنزال رسائل- تعكس الاحترام والجدية والتعاطف، مع منطقة تئن من وطأة قتل ودمار وجوع ومرض وكل أصناف المعاناة، لكن الصورة أمامنا خالية من اي مراعاة لحساسية الموقف الإنساني، ولولا شرح الصورة للوكالة التي نشرتها، ومعرفتنا بالرسميين فيها، وغايتهم في تقديم دعم رمزي، لقلنا أن المشهد من جولة سياحية .
نقر بنبل الهدف وانسانيته، لكن التفاصيل البصرية حملت رسائل معاكسة، توحي بانفصال وجداني عن حجم الكارثة، بالتالي كان طبيعيا أن تتارجح الردود العامة بين التشكيك والتجريح، وأن تبرز حملات تجييش ونقد على منصات التواصل، تراوحت بين اتهامات بالاستعراض الإعلامي، والسياحة على حساب الدم الجوع والخوف والمعاناة.
مشكلتنا بسوء التقدير، تتكرر بين حين وآخر، ورغم فشل كل حملات الإنكار للدور الأردني الرسمي والشعبي، انسانيا وعسكريا، وعلاجيا، واغاثيا، في دعم غزة، لكن للأسف بعض الصور تعيدنا لمربع علاك وسائل التواصل، واتهاماتها لنا بمحاولات التلميع لرسميين وشخوص اكثر من التركيز على جوهر قضية ضحايا، وظلم، محتل آثم متغطرس بكل المقاييس .
القضايا الإنسانية الكبرى، يجب أن لايغيب عن الذهن صورها التي تتسق وحجم الحدث، والنوايا الحسنة أن رافقتها أو فلتت من خلالها رسائل غير منضبطة بصريا، مؤكد ستتحول إلى أداة ضدنا، ضمن محاولات بائسة هدفها تشويه مواقفنا الوطنية الحقيقية، وزلل العدسات أمرّ من زلل القلم، وإن كان كلاهما يفترض أن يكون أكثر وعيا ودراية بالدم الذي يسفك خارج إطار الصورة .