صراحة نيوز- بقلم /كتب عبدالرحمن خلدون شديفات
كل ما صارت مصيبة في غزة، يطلع لك واحد عامل حاله قاضي الآخرة ويقول: “خصيمنا يوم القيامة”.
طيب يا شيخ، على أي أساس؟ إحنا شو عملنا؟ سرقنا خبزهم؟ بعنا أرضهم؟ ولا صرنا نشتغل مندوب مبيعات عند الحرس الثوري؟
إحنا ما لعبنا قمار بأرواحهم، ولا حولنا دماء أولادهم إلى إعلان انتخابي، ولا استخدمناهم كورقة ضغط في مشروع إيراني يشمّ ريح البارود من بعد 2000 كم. إحنا ما قعدنا في فنادق خمس نجوم برّه، ونرسل شباب غزة يروحوا عالنار وهم ناسين حتى يودّعوا أهاليهم.
إحنا اللي من قوتنا تبرعنا، ومن صوتنا صرخنا، ومن كلمتنا وقفنا. لكن دايمًا في واحد يلبس عباءة الواعظ ويقرر: العرب خذلوا! طيب، لو سمحتوا… الخصومة مش معنا. الطابور معروف:
• أول واحد المحتل، اللي صار عنده سجل إجرامي أطول من لائحة أسعار الكهربا.
• بعده “حكام” الحركة، اللي حوّلوا القطاع لمسرح تجارب عسكرية وهم على البث المباشر يتفلسفوا.
• بعدهم المشروع الإيراني، اللي شايف غزة مجرد “ساحة عرض” لصواريخه.
• وبالزاوية، الجزيرة… أكبر محل لتجارة الدم بالمفرق، مع عرض خاص: كل شهيد يساوي 10 دقائق بث مباشر.
إحنا؟ خصيمنا يوم القيامة يمكن يكون صاحب المول اللي باعنا رز منتهي الصلاحية… أما غزة، فإحنا دمنا ومالنا وكلمتنا معها، مش عليها.
رحم الله من مات مظلوم، وأخزى من باع دمه على طاولة المساومة