صراحة نيوز- عوض ضيف الله الملاحمة
صرّح رئيس وزراء الكيان الصهيوني على إحدى القنوات الصهيونية ، ونقلها موقع ( تايمز أوف اسرائيل ) وقال :— [[ انه يؤدي مهمة تاريخية وروحية . مؤكداً ارتباطه بما وصفه ب ( رؤية إسرائيل الكبرى ) ، التي تشمل : أراضي فلسطين المحتلة ، وأجزاء من الأردن ، ولبنان . وسوريا ، ومصر ) . كما أضاف بأنه يؤدي مهمة نيابة عن ( الشعب اليهودي ) ، وأنها مهمة أجيال ]].
لماذا تصريحات هذا الصهيوني النتنياهو تُلجم ، وتُخرس عن الرد والإستعداد !؟
يقشعر بدني ، وتُمسّ كرامتي ، وتضيع هيبة وطني ، وينتابني شعور الخوف والقهر عندما يتعربد الصهاينة ويطلقون العنان لتصريحاتهم ، وخيالاتهم ، وأحلامهم وهم يتعدون ويتجاسرون على عدد من الأقطار العربية ، ويؤكدون انها في مرمى نيرانهم ، وستكون تحت ( بُنديرة ) إحتلالهم البغيض . يتطاولون ، ويصرحون بجسارة ملؤها الوقاحة وهم يتعدون على أقطار ضاربة جذورها في التاريخ ، ولا يهابون ، ولا يحسبون حِساباً لأحد .
بصراحة ، مغموسة بالذل ، والهوان ، وخيانة الأوطان ، أرى ان الحق مع النتنياهو ، وزعرانه مثل سيموتريتش ، وبن غفير ، وإيدي كوهين وغيرهم ، نعم معهم الحق للاسباب التالية :—
١ )) لأن لديهم حُلم ، ولديهم استراتيجيات لتنفيذه ، وقد نجحوا وحققوا مرحلتين من هذا الحلم الصهيوني وذلك بنجاحهم بإحتلال فلسطين عام ١٩٤٨ ، واحتلالهم الضفة الغربية والجولان في عام ١٩٦٧ .
٢ )) الضعف بيّن ، وجلي ، وواضح ، في هذا الزمان الأغبر الذي يمر به العرب ، مما يستوجب عليهم إستغلال هذا الإنحطاط وإستثمار الخيانات التي تعرت واصبحت واضحة للعيان للذهاب للمرحلة الثالثة من توسيع الكيان ، بإحتلال أراضٍ من سوريا، ولبنان ، ومصر ، والأردن كلياً أو جزئياً .
٣ )) ركون الصهاينة للخيانات ، والعمالة الفاقعة عربياً ، وانا واثق من ان جزءاً ليس يسيراً من جهود التوسع سيبذلها العرب بشكل مساندة ، وعون ، وإستعداد ، وتهيئة ، وحتى الإحتلال ربما تشارك فيه جيوش عربية .
٤ )) الإستسلام لما سيأتي ، حيث لا نجد لا إستعدادات على الأرض ، ولا تهيئة للجيوش ، ولا إنشاء للملاجيء ، ولا تجهيز لمقاومة شعبية عند وقوع الإحتلال . وهذا الإستسلام أصلاً تفوح منه ( رائحة الإستعداد للتسليم ) .
٥ )) الصمت المطبق لدى الاقطار العربية المُهددة . سوى من بيان إستنكار وشجب ، مُصاغٍ على إستحياء .
٦ )) عدم تحرك تلك الاقطار العربية لتفعيل دور المجتمع الدولي والهيئات والمنظمات الدولية التي هم أعضاء فيها للعمل على لجم هذا العدو المستأسد ومنعه من إطلاق تصريحات عدوانية تجاه دول أعضاء في كافة المنظمات الدولية .
قال المثل : ( من فرعنك يا فرعون ، قال : ما لقيت حدا يردني ) . فالعدو الذي يملك القوة والدعم والتأييد والاعتراف الدولي والعربي ، من حقه ان يتغطرس ويتعجرف ويتعربد ويهدد ويتوعد ويخطط لشطب أوطان من على الخارطة .
أحياناً ، تتلخبط الأمور عندي ، وأشعر ان من واجبي الوطني ان أشكر العدو على صراحته ووضوحه واعلانه لإستهدافنا ، وإحتلالنا ، لأنه لم يشأ ان يأخذنا غدراً وعلى حين غرّه . كما أتخيل أحياناً ان العدو الصهيوني فارس مغوار ، وشهم ، يعلن عن منازلته ، وهو يحب المواجهة ، لأن شهامته وفروسيته تأبى عليه ان يغدر .
بغض النظر عن الماس الكهربائي الذي أصابني في الفقرة أعلاه ، وبعد ان أفقت من غيبوبتي فهمت ان السبب الرئيسي لمجاهرة العدو باستهدافنا ليس تمتعه بخصال الفروسية ، بل لانه يركن الى نجاحه في اختراقنا ، وتفوقه في صهينة الكثيرين منا ، وبأنه يعلم أننا نمر من ورق ، واننا اكتفينا بنظم الاغاني والاشعار عن بطولات الميدان .
ألهذا الحدّ رخصت وهانت الأوطان ؟ ألهذا الحدّ وصلت درجة الإستسلام ؟ ألهذا الحدّ هان الوطن علينا ؟ ألهذا الحدّ هُنّا على أنفسنا ؟ ألهذا الحدّ تمكن العدو منا ؟
بسبب برودة اعصابنا ، وغياب كرامتنا ، وتبلد مشاعرنا وأحاسيسنا أشعر أحياناً بأننا إستسلمنا لأننا متأكدون من قدوم العدو الى وطننا كمحتل ليشطبه عن خارطة العالم ، ونرحب بالعيش تحت ظلال الإحتلال .
ما دام لا ردود ، ولا إستعداد ، فلماذا يرتعد العدو ؟ ولمن يحسب حساباً ؟ إسرائيل الكبرى قيد التنفيذ ، والمسألة مسألة وقت يختاره العدو وفق توازناته وكثافة سكانه . وتلولحي يا دالية .