هل يمكن لبكتيريا أمعائك أن تحرمك من النوم؟

2 د للقراءة
2 د للقراءة
هل يمكن لبكتيريا أمعائك أن تحرمك من النوم؟

صراحة نيوز- كشف فريق من الباحثين عن سبب غير متوقع قد يكون وراء معاناة ملايين الأشخاص من الأرق واضطرابات النوم، وهو لا يتعلق بالوسائد أو الضغوط النفسية كما يُعتقد عادة، بل بالبكتيريا الموجودة في الأمعاء.

الدراسة، التي قادتها الدكتورة شانغيون شي من جامعة نانجينغ الطبية في الصين، بحثت العلاقة بين النوم وميكروبيوم الأمعاء (مجموع البكتيريا التي تعيش في الجهاز الهضمي). واستندت الدراسة إلى بيانات نحو 386,533 شخصاً يعانون من الأرق، تمت مقارنتها مع بيانات ميكروبيوم مأخوذة من دراستين شملتا 26,548 شخصاً، وتضمنت 71 نوعًا مختلفًا من البكتيريا.

وأظهرت النتائج أن بعض أنواع البكتيريا ترتبط بزيادة خطر الإصابة بالأرق بنسبة تتراوح بين 1% و4%، بينما تساهم أنواع أخرى في تقليل هذا الخطر بنسبة تتراوح بين 1% و3%. كما كشفت التحليلات أن الأرق نفسه قد يؤثر في تركيبة ميكروبيوم الأمعاء، إذ أدى إلى انخفاض أعداد سبع مجموعات من البكتيريا بنسبة تصل إلى 79%، وزيادة ملحوظة في أعداد 12 مجموعة أخرى، بعضها تضاعف أربع مرات.

وسلطت الدراسة الضوء على نوع معين من البكتيريا يُعرف باسم Odoribacter، والذي يرتبط ببيئة معوية صحية وانخفاض في معدلات الالتهاب. وقد لوحظ انخفاض هذه البكتيريا لدى المصابين بأمراض مثل التهاب الأمعاء (IBD)، السمنة، والسكري من النوع الثاني.

وأشارت الدكتورة شي إلى أن هذه النتائج تُسلّط الضوء على العلاقة المعقدة ثنائية الاتجاه بين الأرق وتوازن بكتيريا الأمعاء، مما يفتح الباب أمام علاجات جديدة محتملة للأرق، مثل استخدام البروبيوتيك (بكتيريا نافعة) أو البريبيوتيك (مكونات غذائية تغذي هذه البكتيريا)، بل وحتى زراعة ميكروبات البراز.

لكن الباحثة نبهت إلى بعض القيود في الدراسة، أبرزها أن المشاركين كانوا جميعًا من أصل أوروبي، ما قد يحد من تعميم النتائج، كما لم تؤخذ بعض العوامل المؤثرة مثل النظام الغذائي والنشاط البدني بعين الاعتبار، رغم تأثيرها الكبير على توازن الميكروبيوم.

نُشرت الدراسة في مجلة “الطب النفسي العام”، وقد تُمثل خطوة مهمة نحو فهم أعمق لكيفية تأثير صحة الأمعاء على جودة النوم.

Share This Article