بيانات عشائرية لا تكفي… المطلوب ردٌّ بمستوى الدولة

2 د للقراءة
2 د للقراءة
بيانات عشائرية لا تكفي… المطلوب ردٌّ بمستوى الدولة

صراحة نيوز- بقلم: د. خلدون نصير

في اليومين الماضيين، شهدنا سيلاً من البيانات العشائرية والمناطقية التي ندّدت بخطاب رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو، وما تضمّنه من نبرة عدائية تتجاوز حدود فلسطين لتطال الأردن وبعض الدول العربية. لا شك أن الغضب الشعبي مشروع، وأن البيانات تعبّر عن حساسية الناس تجاه أمن وطنهم وسيادته، لكن السؤال الجوهري يبقى: هل تكفي هذه البيانات كإجابة على خطاب بهذا المستوى من التهديد؟

الجواب قطعًا: لا.

الرد الحقيقي لا يكون ببيانات تصدر باسم عشيرة هنا أو منطقة هناك. حتى لو اجتمعت بيانات العشائر جميعًا فلن تغيّر شيئًا في موازين القوة السياسية ولا في الرسائل الدبلوماسية. ما لم يصدر الموقف على مستوى الدولة، فإن تأثيره سيبقى محدودًا، وربما يفسَّر في الخارج على أنه مجرد انفعال عاطفي، لا أكثر.

المطلوب موقف رسمي حاسم، يوازي خطورة الخطاب الذي أطلقه نتنياهو. والموقف الحاسم لا يعني إصدار بيان استنكار من وزارة الخارجية، بل التلويح بخيارات استراتيجية: مراجعة معاهدة السلام، إغلاق سفارة الكيان في عمّان، سحب السفراء من تل أبيب، ودعوة الدول العربية التي تعرّض لها الخطاب إلى موقف موحد يضع نتنياهو أمام مأزق سياسي ودبلوماسي. عندها فقط سيتراجع، أو على الأقل سيدرك أن كلماته ليست مجرد “خطاب انتخابي” يمكن أن يمر دون ثمن.

إن بيانات العشائر تعبّر عن حرارة الانتماء، لكن الوطن ليس مجموعة جزر عشائرية ومناطقية، بل كيان سياسي موحد. والرد على من يحاول المساس بسيادته لا يكون إلا بموقف رسمي يترجم وحدة الشعب والدولة معًا، لا أن يكتفي الناس بالغضب بينما تبقى الإجراءات على الورق.

الأردن أكبر من أن يُختزل بردود عاطفية. الرسالة التي يجب أن تُفهم في تل أبيب واضحة: أمن الأردن ليس مجالًا للتجربة، وكرامة الأردنيين لا تُقايض بخطابات انتخابية. وهنا، يتأكد أن الردّ المطلوب ليس بيانًا، بل قرارًا.

Share This Article