صراحة نيوز – عدي أبو مرخية
يُعد نظام BTEC أحد الأنظمة التعليمية المهنية الدولية التي تهدف إلى تجهيز الطلاب بالمهارات العملية والتطبيقية اللازمة لدخول سوق العمل مباشرة أو لمواصلة الدراسة الجامعية. بدأ هذا النظام في المملكة المتحدة وانتشر لاحقاً في العديد من دول العالم، بما فيها الأردن، ليصبح خياراً بديلاً للطلاب الذين يفضلون التعليم التطبيقي على المسار الأكاديمي التقليدي. يقدم النظام شهادات مهنية في مجالات متنوعة مثل الأعمال، الهندسة، التكنولوجيا، الإعلام والفنون الإبداعية، مع التركيز على تطوير مهارات الطالب العملية والمعرفة التقنية المطلوبة محلياً ودولياً.
يتميز نظام BTEC بالمرونة التعليمية التي تسمح للطلاب باختيار التخصصات التي تتناسب مع اهتماماتهم وقدراتهم، كما يعزز فرص التدريب العملي من خلال شراكات مع شركات ومؤسسات متعددة، إضافة إلى الاعتراف الدولي بالشهادات التي يحصل عليها الطلاب.
مع ذلك، يظهر جلياً أن طلاب برنامج BTEC في الأردن، لا سيما جيل 2008 و2009، يواجهون ضغوطاً كبيرة نتيجة تراكم المواد الدراسية والأبحاث والتقارير المطلوبة، إلى جانب المواد المشتركة التي يعتبرونها عبئاً إضافياً فوق طاقتهم.
خالد، أحد طلاب تخصص تكنولوجيا المعلومات، يؤكد أن المنهاج مثقل بالأعباء: “نطالب بحذف المواد المشتركة للصف الأول الثانوي حتى نستطيع التركيز على الأساسيات وتخفيف الضغط النفسي والدراسي”، مشيراً إلى أن تقييم بعض المقررات لا يعكس حجم الجهد المبذول، إذ تحتسب بنسبة 30% فقط.
ليان أحدى طلاب البيتك توضح أن طلاب BTEC يعانون “تهميشاً وإهمالاً” مقارنة بزملائهم في المسار الأكاديمي: “نواجه عبئاً مضاعفاً بين المواد المتخصصة والأكاديمية دون أي مساواة، ولا أحد يلتفت لمعاناتنا”، مطالبة بإعادة النظر في آلية التقييم وخاصة اعتماد العلامة “P” كتصنيف نهائي رغم تقييمات جيدة في واجبات أخرى.
ويشير محمد إلى أن تحميل الطلبة مواد الصف الأول والثاني معاً أمر غير منطقي ويصفه بـ”الظلم”، فيما يؤكد معاذ أن تراكم المهام البحثية مع ضعف التأسيس السابق يضاعف الضغط النفسي: “صار الوقت تُسمع أصواتنا، نحن مهمشون ولا أحد ينظر إلينا”.
من جانبهم، يوضح المعلمون أن المشكلة ليست في نظام BTEC نفسه، بل في ضعف تأسيس الطلاب والكادر التدريسي. يقول محمد العلي (اسم مستعار): “الطلاب الذين انتقلوا من المسار الأكاديمي إلى المهني لم يمتلكوا المهارات البحثية والحاسوبية اللازمة، وهناك من لا يعرف استخدام الحاسوب أو إعداد بحث بسيط”.
أما مراد أحمد (اسم مستعار)، فيشير إلى أن الدورات التدريبية للمعلمين كانت سطحية وغالباً يقدمها مدرسو حاسوب بلا خبرة كافية في النظام: “هذا أثر سلباً على قدرة المعلمين على توجيه الطلاب بالشكل المطلوب”.
ويضيف علي أحمد (اسم مستعار) أن ضخامة المواد مقارنة بمخرجات الطلاب السابقين من المسار الأكاديمي تجعل تطبيق النظام البريطاني على الطلبة المحليين غير عملي: “المحتوى ضخم ولا يتناسب مع المهارات المكتسبة مسبقاً”.
رغم هذه التحديات، يظل الأمل معقوداً على وزارة التربية والتعليم لإعادة النظر في بعض السياسات التعليمية وتحقيق العدالة للطلاب، بما يخفف من الأعباء الدراسية والنفسية عليهم، ويتيح لهم متابعة مسارهم المهني نحو سوق العمل بفاعلية وكفاءة، بما يضمن أن يحقق نظام BTEC أهدافه في تطوير التعليم المهني في الأردن.