صراحة نيوز -رصد
أكد الخبير العسكري والاستراتيجي، العميد الركن المتقاعد أيمن الروسان، أن إعلان سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، ولي العهد، عن إعادة تفعيل برنامج خدمة العلم، جاء في توقيت حساس تمر به المنطقة، ويعكس تفاعل القيادة الهاشمية الحكيمة مع تطلعات المواطنين.
وأوضح الروسان أن القرار لا يستند إلى منظور عسكري فقط، بل ينبثق من رؤية وطنية شاملة تُعنى بالأبعاد الأمنية والاجتماعية والاقتصادية، وتستجيب للتحديات الراهنة.
وأشار إلى أن الأردن يواجه تحديات معقدة في بيئة إقليمية غير مستقرة، وسط مؤشرات واضحة على استهداف المملكة، ما يستدعي تعزيز منظومة الدفاع الوطني، وتفعيل برامج مثل خدمة العلم، خصوصاً في ظل التغيرات السياسية داخل دولة الاحتلال وصعود التيارات المتطرفة بقيادة نتنياهو، والتي رافقتها تصريحات عدائية.
وشدد على أهمية وجود قاعدة بشرية مدربة ومؤهلة لدعم القوات المسلحة والأجهزة الأمنية عند الحاجة، بما يسهم في تعزيز الأمن الوطني، وتحضير الشباب للدفاع عن الوطن، وترسيخ هويتهم الوطنية وانتمائهم للأرض.
وبيّن الروسان أن إعادة تفعيل خدمة العلم تحمل رسائل متعددة؛ أبرزها إيمان الدولة بقدرات الشباب ومنحهم فرصة للانضباط والتأهيل، إلى جانب ترسيخ قيم المساواة والوحدة الوطنية، والمساهمة في الحد من البطالة من خلال تمكين الجيل الجديد. كما أن البرنامج يمثل رسالة خارجية بأن الأردن قادر على تنظيم طاقاته البشرية وحماية حدوده في ظل الظروف الإقليمية المضطربة.
وأضاف أن البرنامج لا يقتصر على الجانب العسكري، بل يعد مشروعاً وطنياً متكاملاً يدمج الأمن بالتنمية وتمكين الإنسان، من خلال بيئة جامعة للشباب من مختلف الفئات، تعزز روح الانضباط والانتماء والعمل الجماعي.
وأوضح أن الخدمة ستتضمن برامج مهنية وتقنية بالتعاون مع القطاع الخاص، لتأهيل الشباب للانخراط في سوق العمل، وخفض معدلات البطالة، خاصة لدى الفئات غير المنخرطة في التعليم أو العمل.
واختتم الروسان بالتأكيد على أن خدمة العلم تمثل خطوة استراتيجية تعكس حرص الأردن على بناء جيل واعٍ ومؤهل، يشارك بفاعلية في حماية الوطن، ويسهم في مسيرة التنمية، مؤكداً أن الاستثمار في الإنسان الأردني هو رأس مال الدولة الحقيقي وضمانة لمستقبل أكثر أمناً واستقراراً.