صراحة نيوز- لم تكن مفاجأة بأن يعلن ولي العهد، سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، عن إعادة خدمة العلم، فسابقاً كان سموه قد أعرب عن قناعاته بأن خدمة العلم باتت ضرورة ملحة، فإذا ما علمنا بأن سموه لطالما ركز على الشباب، فإنه في الوقت عينه، كان يضع عينيه على مستقبل أفضل عنوانه الوطنية أولا.
أما إذا ما تأملنا في التوقيت الذي أعلن فيه سموه عن إعادة العمل ببرنامج خدمة العلم، فإنه توقيت لافت ومهم إذ يمر العالم، والمنطقة، في لحظة فارقة، فتلك إذن رسالة أردنية هاشمية صارمة، سياسياً وعسكرياً، فالأردن ليس تلك الدولة الرخوة أو الدولة الضعيفة التي يمكن لأي كان أن يستعرض قوته على حسابها، فالأردن دولة راسخة، والأردن دولة متجذرة، والأهم أنه يعيش علاقة ملحمية بين الشعب والأرض، بل هي علاقة تصل حد القدسية وتدنو عندها الدماء والأرواح.
إذن فكرة إعادة “خدمة العلم” هي فكرة نبيلة، وحسب ما أفهمها شخصياً، فإنها تهدف إلى إنتاج جيل أردني أكثر ارتباطاً بالأرض أولاً، وأكثر حيوية وصحة وذهنية ثانياً، فالعسكرية طالما كانت المدرسة الأولى التي تُربّي النشء المثالي، هذا فضلاً عن أنها مدرسة الشرف والكرامة والعفة، ومدرسة الأخلاق التي طالما تغنى بها هذا الجيل وبالجيل الذي سبقه من آبائه وأجداده الذين كانت العسكرية مدرستهم الأولى.
وفي ظل التطور التكنولوجي الهائل الذي حوّل العالم إلى قرية صغيرة، وفي الوقت الذي باتت فيه كل ثقافات العالم تُختزل في جهاز يحمله الشاب بين يديه، فقد بات لزاماً أن يكون هناك حائط صد أخلاقي، بينه وبين هذه الثقافات، حتى لا ينفصل عن ثقافته العربية الأصلية، وهي الثقافة التي تُعبر عنها، وتكرسها وتغرسها الجندية والعسكرية المنضبطة التي تصقل إنساناً مختلفاً قادراً على التفكير وعلى التمييز بين الغث والسمين.
من هذا المنطلق، فإنني من الذين يؤيدون، بل ويثمنون خطوة سمو ولي العهد بإعلان عودة خدمة العلم بكل ما تحمل من معانٍ نبيلة سامية هدفها وعنوانها الأبرز، أردن أقوى، وشباب أكثر تجذر بالأرض وبالهوية الوطنية الأردنية الهاشمية.