صراحة نيوز- أعلنت هيئة البث الإسرائيلية مساء الأحد أن رئيس الأركان إيال زامير أقر خطط احتلال مدينة غزة، وسط تمسك رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بشروطه لإنهاء الحرب. من جانبها، اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) هذا القرار بمثابة موجة جديدة من الإبادة والتهجير الجماعي.
وأكدت هيئة البث أن تقديرات الجيش الإسرائيلي تشير إلى أن عملية الاحتلال قد تستمر لأربعة أشهر. وأشارت إلى أن الإدارة الأميركية طلبت الاطلاع على الخطط الإسرائيلية، في حين أبلغت إسرائيل الوسطاء بضرورة إعادة حماس إلى طاولة المفاوضات، محذرة من بدء المرحلة الأولى من الاحتلال قريبًا في حال عدم التوصل إلى اتفاق.
ورغم هذه التهديدات، أكدت إسرائيل أن الصفقة الجزئية لم تُلغَ بعد، مشيرة إلى أن رئيس الأركان إيال زامير أعلن سابقًا عن بدء المرحلة التالية من عملية “عربات جدعون” في قطاع غزة، مضيفًا أن المعركة غير محدودة وتأتي ضمن خطة طويلة الأمد تهدف إلى إعادة الأسرى المحتجزين.
وكان المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي قد وافق الأسبوع الماضي على خطة للسيطرة على مدينة غزة ومخيمات اللاجئين، حيث وصف نتنياهو هذه الخطوة بأنها “أفضل وسيلة لإنهاء الحرب”، متجاهلاً الدعوات المتزايدة لوقف إطلاق النار.
وفي الوقت نفسه، يواصل الجيش الإسرائيلي عملياته في حي الزيتون جنوب شرقي غزة، حيث تستهدف القوات المنازل والمنشآت المدنية بغارات جوية وقصف مدفعي، ما أدى إلى تدمير أكثر من 400 منزل وفقًا للدفاع المدني الفلسطيني.
وفي سياق متصل، جدد نتنياهو تمسكه بعدم إقامة دولة فلسطينية وشدد على ضرورة السيطرة الأمنية على القطاع ونزع سلاح الفصائل الفلسطينية كشرط لإنهاء الحرب. كما هاجم المتظاهرين الذين يطالبون بصفقة تبادل أسرى، قائلاً إن الدعوة لإنهاء الحرب دون التخلص من حماس تعزز موقف الأخيرة وتؤخر تحرير الأسرى.
ردت حركة حماس بوصف القرار الإسرائيلي بأنه إعلان عن حملة إبادة وتهجير، ووصفت محاولات إسرائيل إدخال خيام إلى جنوب غزة كـ”تضليل” للتغطية على المجازر والتهجير المرتقب. من جهتها، اعتبرت حركة الجهاد الإسلامي أن هجوم الاحتلال وفرض التهجير يمثلان جريمة مستمرة بحق الإنسانية، وذكرت أن الجرائم الإسرائيلية لا تقتصر على غزة بل تشمل الضفة الغربية أيضًا.
وتواصل إسرائيل، بدعم أمريكي، تنفيذ حملة عسكرية واسعة في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، خلفت عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، إضافة إلى آلاف المفقودين ومئات آلاف النازحين، وسط معاناة إنسانية حادة تشمل المجاعة وتدمير البنية التحتية.
وأكد الجيش الإسرائيلي أنه سيواصل تنفيذ “إستراتيجية ذكية ومتوازنة” باستخدام جميع قدراته البرية والجوية والبحرية لتوجيه ضربات قوية لحماس.