خدمة العلم ترحب بأبناء التربية الحديثة

2 د للقراءة
2 د للقراءة
خدمة العلم ترحب بأبناء التربية الحديثة

صراحة نيوز-بقلم/عدي أبو مرخية

‎حين صدر قرار خدمة العلم والتأكيد على أنه برنامج يصقل الشخصية، عادت بي الذاكرة سريعًا إلى إحدى محطات عملي الصحفي في ملتقى لطلبة الثانوية العامة (التوجيهي) . دخلت القاعة وأنا أتوقع أن يندفع الطلبة للحديث والمشاركة، غير أن المفاجأة كانت رفض معظمهم إجراء مقابلات، بل إن بعض الأهالي حاولوا تشجيع أبنائهم على الكلام، لكن لغة الجسد كانت تكشف عن خوف وارتباك عميقين.

‎أتذكر موقفًا لا يغيب عن ذهني، حين قال أحد الآباء لابنته: “غدًا ستدخلين الجامعة، فكيف ستتعاملين مع زملائك وأنت تخشين التحدث في مقابلة بسيطة؟”. عندها أدركت أن المسألة ليست مجرد موقف عابر، بل ضعف في الشخصية وغياب للثقة بالنفس.

‎ما شهدته في ذلك الملتقى لم يكن استثناءً، بل انعكاسًا لواقع التربية الحديثة التي تحبس الأبناء في مدارس مغلقة وتبعدهم عن الحياة الواقعية. النتيجة جيلٌ متفوق دراسيًا ربما، لكنه هش الشخصية، يفتقر إلى الجرأة ويُعرف بالعامية بأنه “ابن بابا وماما”. وفي المقابل، نجد أبناء البادية الذين نشأوا في بيئة صعبة، يقفون على المنابر منذ صغرهم، يلقون الشعر، يستقبلون الضيوف، ويواجهون الناس بثقة تذهلك فتنسى أنهم ما زالوا أطفالًا.

‎من هنا يتضح الرابط بين خدمة العلم وأبناء التربية الحديثة. فالبرنامج العسكري ليس مجرد تدريبات بدنية، بل مدرسة للحياة تبني الشخصية، وتمنح الشباب الجرأة ليعبروا عن أنفسهم بثقة. لم أرَ يومًا عسكريًا يخشى الكلام أو يتوارى عن مواجهة الناس، لأن الخدمة تصنع رجالًا يعرفون معنى القوة والثقة قبل أي شيء آخر.
‎يبقى السؤال: هل ستكون خدمة العلم هي الجسر الذي يعيد لأبناء التربية الحديثة ما فقدوه في الملتقيات والصفوف المغلقة، ويمنحهم شخصية قادرة على المواجهة وبناء المستقبل؟

Share This Article