صراحة نيوز- بقلم /محمد ماجد القرعان
قرار وطني يحمل في طياته رسائل القوة والانتماء، أعلن عنه سمو الأمير الحسين بن عبداللـه الثاني، ولي العهد، خلال لقائه مع مجموعة من شباب وشابات محافظة إربد.
كشف سموه عن إعادة تفعيل برنامج خدمة العلم، في خطوة استراتيجية تعيد للأردن واحدة من أهم أدوات ترسيخ الهوية الوطنية وتعزيز الانضباط والمسؤولية لدى الشباب.
هذه المبادرة لم تكن مجرد إعلان، بل تجسيد لرؤية قيادية تؤمن بأن الشباب هم الركيزة الأساسية في بناء مستقبل الوطن.
إن الإعداد الحقيقي لا يتم فقط من خلال التعليم والمعرفة، بل من خلال تجربة واقعية تغرس قيم الالتزام والولاء والانتماء الفعلي للأردن.
ولي العهد لم يكتف بالإعلان، بل أكد أن البرنامج سيشهد تطويرًا شاملاً بالتعاون مع الحكومة وشركائها، وفق جدول زمني واضح، مما يعكس الجدية في تحويل هذه المبادرة إلى مشروع وطني متكامل.
خدمة العلم، كما وصفها سموه، تشكل تجربة نوعية تسهم في تعزيز الهوية الوطنية وربط الشباب أكثر بأرضهم. وهي فرصة استثنائية ليخوضوا تجربة الانضباط والتضحية، إلى جانب نشامى القوات المسلحة – الجيش العربي، في بيئة تصقل شخصياتهم وتحوّل انتماءهم من مجرد شعور إلى ممارسة يومية.
يأتي هذا القرار في وقت دقيق، وسط تطورات إقليمية حساسة، خاصة مع تصاعد الخطابات العدائية من قادة الاحتلال، والتي تستهدف الثوابت الأردنية بشكل مباشر.
عودة خدمة العلم تمثل ردًا عمليًا ووطنيًا، يعيد بث الروح الوطنية ويؤكد أن الأردن مستعد لكل التحديات، بجبهة داخلية متماسكة تقودها القيادة، ويقف فيها الجيش والشعب صفًا واحدًا.
إعادة تفعيل البرنامج رسالة واضحة للداخل والخارج بأن الانتماء للأردن، لأرضه، لعَلَمِه، ولقائده، هو صمام الأمان الأول لهذا الوطن. وتؤكد أن الدولة الأردنية تعرف كيف تحصّن مجتمعها، وتستثمر في ثروتها الحقيقية .. الشباب.
اللافت في هذه الخطوة أن سمو ولي العهد لا يعمل من موقع رسمي فقط، بل من قلب الواقع.
قيادته للشباب تتجلى بوضوح في كل مبادرة يتبناها، حيث يلتقي معهم، يستمع إليهم، ويضعهم في صلب الرؤية الوطنية، وهو ما جعل الأردنيين يشعرون بالفخر بهذه الخطوة، التي أعادت الثقة بأن الجيل القادم سيكون أكثر وعيًا واستعدادًا لحماية الوطن.
أهم ما يمكن استخلاصه من هذا القرار أنه لا يمثل مجرد عودة لبرنامج قديم، بل انطلاقة نحو بناء مواطن جديد يحمل الهوية الوطنية في سلوكه، ويحمل الولاء والانتماء في قلبه وأفعاله.
إنها عودة الروح الوطنية، التي طالما كانت أساس قوة الأردن.
ختاماً، لا يسعنا إلا أن نتوجه بالتحية والتقدير لسيدي لسمو ولي العهد، الذي لا يكتفي بأن يكون رمزًا لجيل جديد، بل قائدًا فعليًا له، يؤمن به، ويراهن عليه، ويمنحه كل ما يحتاجه ليصنع مستقبله، وخدمة العلم تعود، ومعها يعود الأمل بجيلٍ ملتزم، واعٍ، وانتماؤه لا يعرف المساومة .