صراحة نيوز- عوض ضيف الله الملاحمة
شكراً سمو ولي العهد الأمير الحسين . ما أجمل ، وأروع ان يستجيب أصحاب القرار لمتطلبات الشعب . ففي هذا خير عميم ، وحفظاً للوطن مما يهدده .
الأوطان يجب ان تُصان من الأعداء ، والمتربصين ، والمترصدين ، والطامعين الخارجيين . كما يجب ان يُلتفت الى المتصهينين ، والعملاء ، والمتآمرين ، والمتكسبين ، الذين نزلوا بالبرشوت على الوطن ، ويكونون مجهولي النسب ، والتاريخ ، والهدف . فهؤلاء يكونون أحياناً أخطر على الوطن من العدو الحقيقي الخارجي الظاهر ، المعروف ، المكشوف . ويأتى خطر هؤلاء من كونهم خنجر يطعن الوطن في الخاصرة ، في حين يعتبرهم الوطن مصدر أمان ، بينما هم في الواقع مصدر خطر كامن مترصد ، متربص ، لذلك يقول المثل : من مأمنه يؤتَ الحذر . مثل هؤلاء غايتهم التكسب بغض النظر عن الوسيلة ، لأنهم ميكافيلليون : الغاية عندهم تبرر الوسيلة . فهم يخططون لجمع أكبر مبلغ ، بأقصر زمن ، وبعدها يغادرون الوطن ، وليذهب الوطن ومواطنيه الى الجحيم . ومع كل الألم والأسف ما أكثرهم في وطني الحبيب .
لا يوجد وطن دون أعداء خارجيين . والدول القوية المتمكنة ، ذات الإقتصاد القوي ، والبنية العسكرية المتينة ، إذا وجد بجوارها دولة ضعيفة ، لا بد الا وتطمع فيها بالتوسع على حسابها ، وإمتداد نفوذها خارج حدودها الطبيعية ، طمعاً في سيطرة عسكرية ، او ثروة إقتصادية ، او توسعاً في النفوذ وفرض السيطرة .
أما نحن في وطني الحبيب ، فلدينا أخطر ، وأحقر عدو عرفته البشرية منذ بدء التاريخ الإنساني . فالعدو الصهيوني كيان إحتلالي ، إحلالي ، غاصب ، قضم فلسطين واحتلها عام ١٩٤٨ ، وقضم الضفة الغربية والجولان عام ١٩٦٧ ، وينتقل الآن الى مرحلة من التوسع على حساب اقطار عربية منها الأردن الحبيب . وهذا ليس شطحة فكرية ، ولا نزوة عابرة ، ولا شيء من هذا القبيل ، هذا تنفيذ لإستراتيجية صهيونية ، وضِعت قبل إنشاء الكيان على الأرض ، وهي عقيدة راسخة لكل من يحمل الفكر الصهيوني . وعائقهم الوحيد يتمثل في إستقطاب المهاجرين ، فكلما زادت الكثافة السكانية لديهم فكروا بالتوسع .
التهديد والوعيد الوقح الذي صدر على لسان الكثيرين من سياسيي الكيان ، وآخرهم النتنياهو ، هو تهديد حقيقي ، وعلينا ان نأخذه على محمل الجد . وهذا يتطلب إستعدادات كثيرة وكبيرة لضمان سلامة الوطن ، وليعرف العدو اننا لسنا في سبات ، ولسنا ضعفاء لدرجة ان يستهين بنا .
خطوة سمو ولي العهد ، بإعادة خدمة العلم ، هي خطوة وطنية ، سيادية ، دفاعية ، تُشعر العدو بأننا أخذنا تهديداته بجدية كبيرة .
إعادة خدمة العلم على أهميتها ، لكن لننجح فيها علينا ان نتجنب إخفاقات ، وسوء تجربتنا السابقة التي كانت فاشلة بإمتياز . علينا ان نستدعي أبنائنا للخدمة ، التي هدفها التدرب على السلاح ليكونوا رافداً قوياً لجيشنا العربي الباسل . لا ليخدموا كمراسلين وخدم في مكاتب كبار الضباط .
خطوة سمو ولي العهد ، خطوة في الإتجاه الصحيح ، وهي خطوة جيدة لكنها غير كافية . حيث يفترض ان يتبعها خطوات عديدة منها :—
١ )) الإستفادة من المتقاعدين العسكريين الذين يبلغ عددهم ( ٣٨٠,٠٠٠ ) وهم في سن يسمح لهم بالالتحاق بالقوات المسلحة ولو لشهر واحد كل عام لتنشيط ذاكرتهم العسكرية ، والتدرب على ما استجد من تحديث على الأسلحة .
٢ )) بناء الملاجيء ، وإحداث تطوير كبير على جهاز الدفاع المدني وتحسين قدراته .
٣ )) العمل على إحياء اتفاقية الدفاع العربي المشترك . حتى لو انها لن تُفعل على ارض الواقع لكن مجرد الحديث عنها يُحدث صدى ، وأثراً لدى العدو .
٤ )) التنسيق مع الأقطار العربية التي شملها التهديد لتوحيد مواقفها ضد العدو ، وربما يؤدي ذلك الى توحيد مواقفها في جبهة واحدة ، لأن التهديد مصدره واحد ، ومجابهته متماثلة .
٥ )) تفعيل دور المجتمع الدولي ، ومنظمة الأمم المتحدة ، لتحذير العدو من مغبة تهديده لدول أعضاء في الأمم المتحدة .
٦ )) بذل جهد دبلوماسي مكثف لإقناع دول الغرب بمخاطر ما يخطط له العدو وما يود الإقدام عليه .
٧ )) ان نستفيد من التجربة التركية في مراجعة تحالفاتنا ، وتنويع مصادر الأسلحة من معسكرات أخرى ، غير امريكا واوروبا . أعرف ان ذلك أمراً معقداً ، ويحتاج لوقت ، ويحتاج لقرار سيادي ربما لا نملكه الآن ، كما اعرف انه مكلف . لكن كله يهون في سبيل الوطن .
٨ )) إعادة تفعيل الجيش الشعبي لمن هم أكبر سناً ممن سينظمون لخدمة التجنيد .
٩ )) العمل بحكمة ، وإحتراف على تمتين اللُّحمة الوطنية ، بالتخفيف من الأعباء التي تُثقِل كاهل المواطن مثل الغلاء ، ويأتى ذلك بتفعيل الدور الذي كانت تقوم به وزارة التموين بضبط الأسعار ، خاصة المُنفلتة منها .
١٠ )) وقف اي تنسيق او تبادل منفعي او سلعي او أمني ، وإلغاء الإتفاقيات الإقتصادية مع العدو ، مثل إتفاقية الغاز ، لأنه من المُحزن ، بل المُضحك ان ندعم إقتصاد عدو يتربص بالوطن .
١١ )) سحب الجنسية من ( ٧٥٠,٠٠٠ ) فلسطيني يحملون الجنسية الأردنية ويقيمون في الضفة الغربية ، حتى لا يكونون ذريعة للتهجير القسري .
١٢ )) منع الهجرة الطوعية من الاراضي المحتلة الى الأردن ، ووضع ضوابط شديدة على الداخلين والمغادرين . وفي هذا مصلحة عليا لفلسطين والأردن معاً .
١٣ )) وقف اي تنسيق او تبادل معلومات مع السلطة الفلسطينية وكافة الاجهزة التابعة لها ، لأنهم صهاينة بالإنتماء النفعي .
١٤ )) تعزيز العلاقات مع العشائر والعائلات ومنظمات المجتمع المدني الفلسطينية في داخل الأراضي المحتلة بديلاً عن السلطة .
١٥ )) تجميد إتفاقية وادي عربه ، التي نتشدد بالإلتزام بها ، ويجتهد المسؤولين الأردنيين بتنفيذ مطالب العدو حتى غير الواردة نصاً في الاتفاقية .
١٦ )) عرض الإتفاقية الأمنية مع أمريكا على مجلس النواب والمؤسسات التشريعية لإعادة دراستها ، وإضافة شروط تحافظ على إستقلال الوطن وسيادته وهيبته ، اذا لم يكن من الممكن التخلص منها وإلغائها . لأن كافة تلك القواعد ستكون عوناً وسنداً للعدو في حال إستهدافه لنا .
شكراً سمو ولي العهد الأمير الحسين فإستجابتك لمطلب الشعب فيها كل الخير للوطن . هكذا يجب ان تُدار الأوطان . ولو اننا كنا نود ان تكون مدة التدريب أكثر من ثلاثة شهور ، حتى يأتي التدريب بالفائدة المرجوة منه ، وحتى ( الطنطات ) وجماعة ( العو ) الذين لا يودون لبس البسطار ويخافون ان يأكلهم ( العو ) ، حتى يسترجلوا ويخشوشنوا ولو قليلاً .