صراحة نيوز -بدأت القوات الأمريكية، مساء الخميس، أولى خطوات الانسحاب الفعلي من قاعدة “عين الأسد” الجوية، إحدى أكبر وأهم القواعد العسكرية في العراق، والواقعة في محافظة الأنبار غرب البلاد.
وتأتي هذه الخطوة التاريخية تطبيقًا للاتفاق المبرم بين بغداد وواشنطن لإنهاء المهام القتالية للتحالف الدولي، على أن يتم الإغلاق الكامل للقاعدة في منتصف سبتمبر/أيلول المقبل.
ووفقًا لمصادر أمنية عراقية، شهدت القاعدة عمليات نقل جوي للأفراد والمعدات، في تطور لافت بعد أن كانت عمليات النقل السابقة تقتصر على المعدات فقط. وتمثل هذه العملية بداية نهاية الوجود الأمريكي في القاعدة التي شكلت مركزًا استراتيجيًا لواشنطن منذ غزو العراق عام 2003.
جدول زمني واضح للإخلاء
تشير المعلومات إلى أن عملية الانسحاب ستتم على مراحل متسارعة، بحيث تكون القاعدة خالية تمامًا من أي وجود أمريكي بحلول مطلع سبتمبر/أيلول 2025، فيما تم تحديد يوم 15 سبتمبر موعدًا للإغلاق النهائي وتسليم القاعدة بالكامل إلى الجانب العراقي.
وتشهد الطرق المؤدية إلى القاعدة تحركات مكثفة لقوافل عسكرية أمريكية تنقل المركبات والمعدات اللوجستية، ضمن عملية إخلاء منظمة.
إعادة تموضع ضمن شراكة أمنية جديدة
يأتي الانسحاب ضمن اتفاق استراتيجي يهدف إلى تحويل طبيعة العلاقة بين العراق والولايات المتحدة من شراكة عسكرية مباشرة إلى تعاون أمني واستخباري ومدني.
وبموجب الاتفاق، سيتم تقليص عدد القوات الأمريكية في عموم العراق إلى أقل من 500 عنصر، سيتمركز معظمهم في أربيل لتقديم المشورة والتدريب.
أما القوات المنسحبة من “عين الأسد”، فسيعاد نشرها في قواعد أخرى داخل العراق وسوريا، بما يتماشى مع المهام الجديدة للتحالف الدولي.
أهمية عين الأسد الاستراتيجية
تعد قاعدة عين الأسد، التي استخدمتها القوات الأمريكية منذ عام 2003، ركيزة أساسية لوجودها العسكري في المنطقة.
وبعد الانسحاب الأمريكي الأول عام 2011، عادت القوات الأمريكية إلى القاعدة عام 2014 لتكون مركزًا رئيسيًا لعمليات التحالف الدولي ضد تنظيم “داعش”.
ومن المتوقع أن تتحول القاعدة بعد الإخلاء إلى مركز قيادة وثقل للقوات العراقية في محافظة الأنبار.